facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تساؤلات على هامش عملية طوفان الأقصى


د. كايد الركيبات
08-10-2023 02:10 PM

اشتعلت العاطفة العربية على أثر عملية "طوفان الأقصى" واختلطت مشاعر الفرح مع مشاعر الأمل مع رجاء النصر والتحرير. وفي خضم هذه الحالة متعاظمة النشوة ثارت الأسئلة في خلجات نفسي فقلت اكتبها شاكاً أن ما اكتبه لن ينشر، ربما لأنه خروج عن السرب، وربما أن هذا الوقت ليس أوانه.

وأول تساؤل دار في ذهني كان يستوضح هل يعقل أن تخرج المقاومة الفلسطينية في غزة من حال الدفاع إلى حال الهجوم في هذا الوقت؟ لا اعتقد أن هذا القرار كان صائباً لأن المقاومة الفلسطينية تفتقد للعمق الاستراتيجي الجغرافي الذي يؤهلها لهذا التحول، وتفتقد لحليف دولي قوي قادر على دعمها ومساندتها، وتفتقد القدرات العسكرية البحرية التي يمكن أن تساهم في كسر أي حصار يمكن أن تتعرض له، وهو حصار واقع لا محالة، وتفتقد للقدرات البشرية التي يمكنها أن تحافظ على الأرض التي هاجمتها على امتداد حدود قطاع غزة، وتفتقد للمخزون الاستراتيجي من السلاح بعد استنفاذ ما تملك منه في عملية طوفان الأقصى، وتفتقد للآلة الإعلامية القادرة على توضيح شرعيتها وشرعية مشروعها في المقاومة، وتفتقد للدعم الرسمي العربي لأنها بفرديتها عزلت نفسها عن محيطها، وإذا كان هذا حالها فبماذا تراهن المقاومة وعلى ماذا تتكئ؟.

والتساؤل الثاني هل دخلت المقاومة الفلسطينية في غزة المصيدة الإسرائيلية والدولية بهذه العملية المنظمة والدقيقة والمفاجئة، التي لن تقدر على تكرارها وإن استمرت لبعض الوقت؟ وهل ستتمكن المقاومة الفلسطينية من الصمود أمام التحشيد الذي تعده لها إسرائيل؟ هل خسرت المقاومة الفلسطينية ورقتها الرابحة التي تعتمد فيها على قدرتها على التهديد دون الكشف عن حقيقة إمكاناتها التي تؤكد وعيدها؟ كانت المقاومة الفلسطينية مهابه الجانب لعدم معرفة عدوها بإمكاناتها، لكنها اليوم بهذه العملية استنفذت جهدها وكشفت عن أقصى قدراتها.

اعتقد أن ما بنته المقاومة الفلسطينية قبل عملية "طوفان الأقصى" سيذهب به طوفان الرد الإسرائيلي الذي وجد الذريعة ليدمر غزة على من فيها شعباً ومقاومة، لست متحاملاً على المقاومة الفلسطينية إن رأيت أنها أخطأت في تحولها لدور المهاجم والتخلي عن دور المدافع، لأن كل الظروف الجيوسياسية والعسكرية ضدها، وكل الأحلام العربية التي تراود العرب اليوم هي عكس أحلامهم، العرب اليوم يرجون التطبيع والتعاون والوفاق مع الإسرائيليين، لا اعتقد أن هذه الاعتبارات سقطت من حساباتهم لكن اعتقادي أنهم قللوا من شأنها وعواقبها الوخيمة.

لن تكون أعداد الأسرى الذين وقعوا في أيديكم من الإسرائيليين اليوم أداة ضغط على الحكومة الإسرائيلية بقدر ما ستكون عبئاً عليكم، لأنه وللأسف صاحب عمليات أسر بعضهم تصوير مشاهد إساءة وتعذيب وإن كانت هذه اللحظات لا يرجى فيها المثالية، إلا أنها ستكون قريباً أداة تشويه إعلامي تُستغل ضدكم، وإن كانت نفوسنا نحن العرب تستوعب مشاهدة مثل هذه المشاهد القاسية وتستمتع بها، لا أظن أن الآلة الإعلامية الإسرائيلة ستقدم هذه المشاهد للعالم بعفوية، بل اعتقد أن كل عربي في الغرب وفي أمريكا سيدفع الثمن عن هذه المشاهد التي صورتها كمرات المنتشين بمفاخر النصر.

*الدكتور كايد الركيبات
kayedrkibat@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :