facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحطاب : الأنظمة قادرة على التحرك سريعاً بعيداً عن العاصفة


سلطان الحطاب
15-02-2011 10:07 PM

بطء الإصلاح في العالم العربي نتاج عدم توفر أدواته أو ثقافته أو حتى نتاج هيمنة قوى سياسية واقتصادية واجتماعية حاكمة كانت وراء تشقق حالة النظام العربي وتراجعه على مستوى الظروف الذاتية وهناك عوامل موضوعية حذرت منها أكثر من جهة وخاصة تحذيرات الملك عبدالله الثاني المستمرة نتاج فشل عملية السلام في الشرق الأوسط واستمرار العربدة الاسرائيلية والعدوان على غزة وحصارها والصمت العربي على ذلك وعدم نجاح الادارة الأميريكية في الضغط على اسرائيل لوقف الاستيطان أو دفع استحقاق عملية السلام..كل هذه العوامل مجتمعة صنعت احتقانات عميقة في البلاد العربية حيث عمت حالة من الإحباط والإنكسار وعدم اليقين في أوساط الملايين من الشباب العربي الذي لم ير اصلاحاً في الداخل ولم يسمح للإصلاح الخارجي أن يصله والذي لم تنهض أنظمته في معالجة قضاياه اليومية الملحة من بطالة وفرص عمل ومشاركة وتكافؤ فرص..لقد دفعنا ثمن ذلك وما زلنا عرضة للدفع أكثر..

الصورة في عالمنا العربي قاتمة وليست مبشرة وقابلة للتعكير وهي ما تجعل «مدام كلينتون» من خلال موقعها كوزيرة للخارجية تبشرنا بالتغيير الذي سيعصف بالمنطقة عصف الرياح وهو الأمر الذي يبدو أن الأمريكيين أعدوا العدة له فحين لم يستطيعوا تغيير الموقف الإسرائيلي أو حتى تطويع الحالة العربية يريدون تغيير الأرض التي يقف فوقها النظام العربي بإحداث الزلزلة في عديد من مواقعه ضمن ما أسموه «الفوضى الخلاقة»..

السعيد من اتعظ بغيره ليحصن نفسه..ومن يدفع الفاتورة المعقولة للاصلاح بدل أن يدفع كل شيء أمام ما تقتلعه الثورة كما في تونس ومصر..

الأنظمة قادرة على التحرك سريعاً بعيداً عن العاصفة والتي تستطيع بمرونة أن تحدث أكبر قدر من الاصلاح العام لتحصين سقوفها وأعمدتها وحبال خيامها فإن وجدت شقوقاً أغلقتها وإن وجدت مواقع اشتعال وتذمر أطفأتها وقامت بلقاء الشعوب في منتصف الطريق وحصنتها بسد حاجاتها والإجابة على أسئلتها ومشاركتها في حل مشاكلها تحت شعار (بين عذرك ولا تبين تقصيرك) فالمصارحة بالواقع وعن الواقع والتحديات باتت ضرورية وبات التحذير من المخاطر والاعتراف بها وتسميتها بشفافية ووضع النقاط على الحروف ضرورة لا تعدلها أي ضرورات أخرى للتأجيل مهما زينت قوى التأجيل والتخويف والمصادرة..

لا يختلف اثنان في المملكة على مؤسسة العرش ولا على حكم الهاشميين واخلاصهم واذا ما وقع أي اختلاف دون ذلك فيجب الحوار عليه ومناقشته دون تعطيل أو تأجيل لتكون الأمور شفافة وصافية..ومنع القوى التي ما زالت تؤمن بالمصادرة وتوسيع مساحة المحرمات من فرض رؤيتها..فما قبل ثورة مصر ليس كما بعدها وكذلك تونس، وعلينا ان ندرك حجم المخاطر المتربصة التي لا ترد الا بالوحدة الوطنية والحوار والتلاقي على المصالح العامة..يجب إعادة النظر في جملة من المكونات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتقليبها بالحوار لما يرضي الأغلبية وتوافقها فذلك أفضل من استمرار التنظير والتخويف وارتهان التغيير والخوف منه واستنفاد الوقت..

نظامنا السياسي الذي يمثله الملك مقبول وباق وراسخ ولكن الخشية هي من ابطاء المعالجة لما طالب الملك أن يعالج من قضايا ومسائل والخوف من الضغوط المحيطة بمن أنيط به اتخاذ القرار أو استمرار قوى الشد العكسي والتقليدي في مواضعها لممارسة نفس الأساليب التي حذر منها الملك قبل عدة سنوات، حين قال: «لقد نصحني بعض مستشاري أن أبطيء في عملية الإصلاح..لن أستمع لهم مرة أخرى» فهل ذهب أمثال هؤلاء المستشارين وهل انتهى تأثيرهم وغابت مدرستهم؟..هل نبدأ فعلاً بإصلاح حقيقي يصيب كل مناحي حياتنا دون أن نخدع غيرنا أو أنفسنا؟..إن الإصلاح السريع والفاعل هو سفينة النجاة التي نعبر بها خلف قائدنا إلى شاطيء الأمان ونقطع الطريق على المتربصين والمزايدين وقبل ذلك المناقصين الذين استنزفوا منا عقداً من الزمن لم ندرك فيه غاياتنا!!

alhattabsultan@gmail.com
الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :