في كل حادثة وفي كل مرة وفي كل اعتداء يثبت رجال كتائب القسام أنهم رموز العزة والكرامة في هذا العصر الذين يتصدون دوما للظلم الواقع على الآمنين، ويقفون سدا منيعا أمام الانتهاكات الصهيونية الجائرة التي لا تكترث للقوانين والأعراف الدولية وتقوم باعتداءات سافرة تمس الأطفال والشباب والمدنيين.
إن عملية "طوفان الأقصى" لهي سيل من البشائر التي أغدقتها بسائل المقاومة مما جعلت سماء الظلمة منهمرة وأرضهم منبجسة العيون برا وجوا وبحرا مما أفرز الكثير من القتلى والأسرى، فكان خير شفاء أثلج صدور المظلومين وأنزل عليهم نصر الله المبين.
إن من يتحمل نتائج هذه العملية وهذه الأزمة هي الحكومة المتطرفة التي لا تقف عن الاعتداء على الفلسطينيين ولا تعترف بحقهم وتريد حلا للقضية أحادي الجانب، فهم يظنون أن الاعتداءات من شأنها إن تخضع الفلسطينيين للاستسلام والخضوع، لكن هيهات هيهات فمن تربى في بيت المقدس وفي أكنافه واعتاد على اشتمام رائحة ترابه لا بد من أن تكون عقيدته سليمة ولن يرضى إلا بالعزة ولن يتنازل عن حقوقه إلا بتحقيقها، كما أن هذه العملية ايقضة الشعوب العربية الإسلامية تجاه هذا العدو الغاشم الذي لا يعرف التعايش ولن يصلح معه التطبيع.
ومن أهم رسائل هذه العملية هي أنها أثبتت مقولة "التاريخ يعيد نفسه"، فكما نجح العرب بقيادة مصر من تحقيق التقدم في عام ١٩٧٣م ودك أوكار الصهاينة في السادس من أكتوبر، ها هم كتائب المقاومة في السابع من أكتوبر للعام ٢٠٢٣م بعد ٥٠ عاما يعيدون نفس العملية والاختراق للكيان لتشكل لهم ضربة في خاصرة تقدمهم المزعوم اقتصاديا واستخباراتيا وعسكريا، فالقوة قوة العقيدة قوة الارتكان إلى الله في كل الخطوات.
إن اليوم السابع من أكتوبر للعام ٢٠٢٣م ليشكل للأمة العربية والإسلامية يوم نصر مرحلي سنبقى نستذكره دوما ليشحذ من هممنا فالبداية كانت في السادس من أكتوبر وبعد سنين عديدة تكررت الضربة للكيان في السابع من أكتوبر، وكلنا ثقة أن يكون القادم أعظم ويكون الثامن من أكتوبر بعد سنين قليلة يوم التحرير الشامل وعودة الطهارة للمقدسات من دنس أحفاد القردة والخنازير، فسنستمر بالدعاء لكم بالثبات فهذه قدرتنا ونسأل الله أن يثبت أقدامكم ويشفي صدور الأمة على أيديكم.