اخلاق الثورة النبيلة .. واخلاق بلطجية "النظام المخلوع"
فيصل الملكاوي
15-02-2011 07:37 PM
هي فعلا مفارقة كبيرة بين ثورة حلقت بروعتها وجمالها ودم شهدائها إلى عنان السماء
وبين نظام سقط وانحدر ببدائيته أيما سقوط وأيما انحدار ربما لم ولن يشهد له التاريخ مثلاأو مثيلا .
ادخل اهل الثورة وأصحابها الشرفاء في مصرخلال" 18" يوما كل معاني الشرف والنبل والتضحية إلى أدبيات التاريخ وهم يتصدون بأجسادهم إلى قطعان البلطجية والرعاع وشذاذ الافاق الذين جندهم وشارك معهم أركان النظام الذي هوى ، يصدورن الاوامر من الأقبية للضرب بلا رحمة لعل ساعة التاريخ ترجع إلى الوراء فلم ترجع .
هناك في السويس التي قاتلت ودافعت بكل بسالة عن شرف الأمة بوجه قوى الاستعمار
وإسرائيل، تم طحن جماجم شعبها الأعزل بلا رحمة ولا شفقة، لا ادري بأي
شريعة وبأي ذنب قتلهم من قتلهم؟ وكيف فعل من فعل بهم ذلك؟
ذاك الفتى الزكي الذي وقف في احد أزقة الإسكندرية لم يدر بخلده لوهلة أن
مقابله سيقتله بذلك الدم البارد وهو يكشف له صدره عاريا وكأن لسان روحه تقول: لا لن
يفعلها .. لن يذبحني .. ابن جلدتي، بل سيهب لاحتضاني. لكن ظنه خاب أمام وحش أرداه برصاصة لم تخطىء الرأس.
الم ير رأس النظام صور التلفاز ولو مرة واحدة ؟ الم يخبره من حوله ممن قرروا
الذود عن طغيانهم حتى آخر قطرة دم مصرية شريفة؟ الم يروا ويخبروا"الريس "؟! عن ذاك
الرجل المصري الذي شيع ابنه الشهيد بكل كبرياء معلنا أمام عشرات الآلاف الغاضبين من
المشيعين وهو يقبض على جمر جرح روحه الراعف "معلش يا رجاله سلمية سلمية سلمية ".
شعب مصر الذي كان بطلا دوما في كل الميادين حتى في ميدان القهر والجوع على مدى
الثلاثين سنة الماضية بقي بطلا وتجلى وارتفع فوق هامات العالم اجمع واثبت انه شعب
البطولة والعزة والكبرياء وحتى المرح الممتزج بالدم أيضا .
وفي المقابل اثبت "دكتور العناد" المخلوع متباهيا بسيرة الدم المسفوح والمراق من هو.. فقد
عجز العالم عن تصديق ما يحدث ويشاهد بأم عينه ذلك الجزء اليسير مما ظهر من الجريمة
من فصول ومشاهد مروعة بحق شعب اعزل جل ذنبه انه قال "لا".
قالها شعب مصر: لا للظلم والقهر، لا للجوع والفقر الذي شبع منه شعب مصر الأبي، وتعففت، أنفسهم أمامه لفرط الكبرياء والكرامة .
شعب مصر الذي دحر الظلم والطغيان ادخل كل أسلحة الفروسية والنبل والشرف إلى
ميدان المعركة المفروضة من النظام الذي ادخل إلى حربه الضروس على شعبه كل أسلحة
القمع من الرصاص الحي في كل حي وشارع تحت جنح الليل وفي وضح النهار أيضا وتحت غطاء سحب الغاز الذي غطى سماء مصر الطيبة الى سلاح البلطجية الذين عاثوا في البلاد والعباد خرابا وتنكيلا .
بعد فشل جولة الرصاص والغاز والبلطجية قرر النظام المخلوع وأركانه حسم المعركة والرجوع إلى البدائية واستدعاء أسلحة قرون الظلام، فاقتحمت ساحات ميدان التحرير أرتال الحمير والبغال في مشهد غاية في البدائية والبشاعة .
بغال وحمير بالقطع هي أهدى سببيلا وأقوم أخلاقا ممن ارسلها وركبها ... وبالقطع عادت الحمير والبغال الى حضائرها مكانها الطبيعي .... وذهب رعاتها الى "...." التاريخ مكانهم الطبيعي ايضا .