في حياتنا تربينا على عادات طيبة ومحترمة ومنطلقة من تربية أهلنا في التعامل مع أنفسنا ومن الناس ،عادات محكومة بالفضيلة والأخلاق والصدق والأمانة والخوف من الله ،فالمجتمع الأردني زمان كان مجتمعا محافظا ومتماسكا تسوده كل القيم الجميلة ،التسامح والتعاون والشرف والمحبة والطيبة ، مجتمع مسالم يكره العداوة والمشاكل والعنف والظلم وسوء الخلق والجريمة ،ولكن بعد عقود من الزمن ونتيجة زيادة عدد السكان ودخول ثقافات غريبة وجنسيات كثيرة وانفتاح واسع بين هذه المجتمعات واختلاطها بحكم العمل والسكن والتعامل ، بدأت حياة الأردنيين تتغير في ظل هذا التغير الديمغرافي الذي له إيجابيات وسلبيات ،وبدأت الحياة مع تطور الحداثة والعصرنة والعولمة تأخذ أبعاد أخرى في حياة الأردنيين ،فلم تعد الحياة كما كانت في الماضي الجميل ،وكلنا يعلم ذلك أن الحياة غدت تتغير على المستويات كافة من الأسرة والمجتمع والفرد ، فالمصالح طغت على العادات والتقاليد والاخلاق، والأنانية قضت على روح الفريق الواحد والعائلة الأردنية ، والمال أصبح الشغل الشاغل في تحديد الأولويات ، والقلوب أضحت قاسية بل أقسى من الحجر ، والفطرة الطيبة لدى الإنسان الأردني أمست مشوهة وماكرة ،

من هنا نختم القول أن الحياة لم تعد سهلة وطيبة ومطمئنة ، فالناس بات همهم تأمين المعيشة اليومية ، ومكابدة الحياة بالصبر والتحمل واحيانا التنازل عما كان من الثوابت والمبادئ والقيم فالكذب صار عاديا ، والأمانة غدت مزاجية ،والنفاق أضحى نهجا ، والعمل كسر ثقافة ماكان يسمى عيبا ، حتى وصل الكثير من الناس إلى امتهان التسول والنصب.