في الذكرى العظيمة .. حتى لا نكذب على الله!!
محمد حسن التل
15-02-2011 02:39 AM
نحيي اليوم، كما كل عام، ذكرى مولد نبي الهدى والرحمة، سيد الخلق، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ونقف على أعتابه ، ولكن وقوف المذنبين ، المرتدين ، الضائعين ، المضيعين.
اليوم ، تظلنا الذكرى العظيمة من جديد ، ونحن نكبًّل أنفسنا بالمعاصي والآثام ، ونكذب على الله ورسوله ، بعد أن ضيعنا الأمانة ، وفرطنا في الرسالة ، وغادرنا مساحة المًحَجَّة البيضاء ، وعبدنا آلهة غير الله ، أوليس المال إلهاً من دون الله ، عبدناه؟، ، أوليست الدنيا كلها ، آلهة من دون الله ، عبدناها؟،.
يصلي كثير منا على صاحب الذكرى ، في اليوم ألف مرة ، ولكن هيهات أن تصله ، وحاشا لله ، الذي يسمع دبيب النملة الصمَّاء ، على الصخرة الملساء ، في الليلة الظلماء ، أن يوصل لنبيه ، صلاة الكاذبين على أنفسهم ، وعلى ربهم ، وعلى نبيهم ، فهو الأعلم بما تخفي الصدور ، من نفاق ورًدَّة.
لقد حوَّلنا الرسالة العظيمة وأركانها ، إلى طقوس فارغة ، دون معنى وروح ، وتجاوزنا على حدود الله ، وبدلنا القواعد ، فأصبح الجهاد إرهاباً ، والدعوة تطرفاً ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تدخلاً في شؤون الغير،.
صلاتنا صلاة المتذمرين الكسالى ، حولناها إلى حركات بلا روح ، وأتبعنا الصدقة بالمن والأذى ، وليس لنا من الصيام ، إلا الجوع والعطش.. واستبدلنا الحياء من الله بالرياء،.
قطعنا الأرحام ، وأظهرنا الزنا على الطرقات ، حتى جفت السماء من فوق رؤوسنا، ، وأغرقنا أرزاقنا بالربا ، والرشوة، ، ولم نعد نعظًّم شعائر الله على امتداد أرض الاسلام ، ثم نأتي لنحتفل بذكرى مولد صاحب الرسالة ، بكل صلافة العُصاة ، وكأننا نحاول أن نكذب على الله ورسوله ، بل وعلى أنفسنا،. الا من رحم ربي .
ونسينا أن رسالة الإسلام ، كما قال مصطفى صادق الرافعي: "الدين يقظة النفس ، تحقق فضائلها ، وكما تحول الشمس وتغير المادة ، فإن النبي يرسله الله حاملاً في دعوته ، عوامل التغيير ، تسمو بالنفس ، وترتقي بها ، فالشمس والنبوة ، كلاهما نور ، من نور الله".
في الذكرى العظيمة ، أين الكثيرون منا من سمو الرسالة وصاحبها ، وعظمة مرسلها ، وحتى لا نكذب على الله علينا أن نعيد حساباتنا مع ربنا ، ورسولنا ، قبل أن تتقطع بنا السُبُل ، أكثر من الذي نحن فيه ، ونبتعد عن الطريق ، التي أرادها لنا ، ربنا ورسوله ، وبعد ذلك ، يحق للأمة أن ترتقي الى مستوى الاحتفاء برسول الرحمة والهداية.
(الدستور)