حقوق المواطن وضريبة المواطنة
م. بسام ابو النصر
05-10-2023 07:56 PM
سأحاول لملمة الامر وانتقي ما يجعل الامر مستساغًا، فالمواطن في كثير من دول العالم يتمتع بالكثير من الميزات التي حباها الله لوطنه سواء كان غنيًا أو فقيرًا، وفي الولايات المتحده يتوجه اي مواطن أمريكي سواء كان من أصل امريكي او مهاجر حاصل على الجنسية الى اي مطار في العالم دون اجراءات التأشيرة، ويحمي القانون حامل هذا الجواز من اي اعتداء لفظي او جسدي او نفسي في جميع انحاء العالم، ويحظى هذا المواطن بمجانية التعليم تقريبا في جميع مراحل التعليم، ويحاول الحزبان الجمهوري والديموقراطي باعطاء الفرصة للمواطن والمقيم بالحصول على واقع صحي مقبول، وفي دول كسوريا التي دخلت واقع سياسي واقتصادي صعب منذ عام ١٩٧٨ م ، وعلى واقع صعب جدا بعد الثورة السورية عام ٢٠١١ م، حيث يحصل المواطن السوري على مجانية التعليم في جميع المراحل، ما قبل وما بعد الجامعي، ورغم القوة الشرائية التي تضاءلت لليرة السورية الا ان هناك نموا ملحوظا نتيجة تشجيع الدولة القائمة حاليًا للزراعة والصناعة وانتعاش الواقع الاقتصادي وهذا ينعكس على المواطن السوري بشكل مباشر، فليس هناك ضرائب وتبعات استثمارية يتحملها المواطن، وهناك مصادر للدخل يمكن استثمارها تقدم للفرد بشكل مباشر، وفي السعودية ودول الخليج حدث ولا حرج كيف تقوم الدولة بايجاد كافة السبل لراحة المواطن والسهر على راحته، فالاسعار عندما ترتفع في فاتورة المحروقات يتم تعويض المواطن، والوظائف عندما تتقلص يتم سعودة او كوتتة او قطرنة الوظائف وقس على كل دول الخليج، عدا عن الدلال الذي يشعر به المواطن نتيجة التخفيف ما امكن من ضريبة المواطنة التي تقع على عواهلنا في الاردن وسأدخل الموضوع بشكل قاسٍ فالمواطن الاردني ببساطة يتحمل اكثر من ثلاثة ارباع تكلفة الموازنة السنوية .
سأتتبع حياة المواطن والاسرة اليومية، ففاتورة الكهرباء تحمل في قائمتها كلف مختلفة يذهب جزء منها الى ضريبة المبيعات ورسوم فلس الريف التي لم تعد فلسا، ودينار التلفزيون الذي اصبح يشبه الطوية الخضراء وكل الاردنيين يعرفون ماذا تعني الطوبة الخضراء، وهناك اضافات تصاعدية بحيث يرتفع سعر فاتورة الكهرباء كلما كان الصرف اكثر وقس على ما سيؤول اليه الحال مع شحن سيارات الكهرباء بالشاحن السريع، وهذا باب حاول الاردنيون ان يفروا اليه من صرف البنزين والكاز الذي يرتفع بشكل شهري تقريبا، وهناك حالات شهدت ارتفاع لهذه الاسعار عندما انخفض السعر العالمي.
عدت من دول الخليج وانا احمل فكرة ان الاردني يجوع ولا يأكل بما يمكن ان يبيعه، وان الاردني لا يطلب تحلاية نتيجة انجاز معامله في دائرة حكومية، وان الاردني لا يصعب الاجراءات كي لا يضطر المراجع ان يجتهد لغير صالح دخله ودخل عياله.
وعند مراجعتي لاحد المدراء في مؤسسة حكومية رزينة طلب مني المدير وكان صديق ان انتبه من فلان وعلان لانهم برتشوا، هل وصل بنا الحد الى هذا الخيار الذي يستنزف جيوبنا فوق استنزافها.
وقس الامر في فاتورة التعليم الجامعي الذي يصعب على الفقراء ممن لا يملكون مكارم خاصة ان يدرسوا ابناءهم وبناتهم حتى وان كان مستواهم العلمي متميز.
وفيما يتعلق بالبطالة فنخبة العاملين في وظائف الصف الاول يخرجون على الفضائيات وفي مؤتمرات صحفية ويطالبون ابناءنا ان يخلقوا مشاريع صغيره وان لا يعتمدون على الدولة بينما ابناءهم يذهبون الى هارفارد واكسفورد ليكملوا دراساتهم العلمية على حساب المؤسسات الوطنية التي يحرسها اباء المطالبين بايجاد مشاريع صغيرة والتوجه للقطاع الخاص حراس وعمال وطن براتب الحد الادنى للفقر .
وتأتي الاحزاب وفي معظمها مقدمة لوزير هنا وعين هناك ومجموعة مكتب سياسي مكون من متقاعدي كبار ضباط القوات المسلحة ونواب واعيان متقاعدين ليضعوا برامج الحزب الذي يعد الناس بالوصفة السحرية في تحقيق ما نصبوا اليه في اطار وضع الحلول لايجاد الفرص الاستثمارية المتاحة لترجمة حق المواطن والتخفيف من ضريبة المواطنة.
الفرصة الحزبية جديرة بالاهتمام من قبل كل مواطن، لان العمل الحزبي ضمنه الملك وصار فرصتنا الاخيرة، وان كنا نعتقد ان الصفوف الامامية في الاحزاب قد تم حجزها للحرس القديم، فالتوجه نحو العمل الحزبي من قبل ابناء وبنات الطبقة الوسطى والفقراء سيفتح المجال لاختفاء اصحاب المعالي والعطوفة والسعادة كما ذكر الدكتور مصطفى العماوي امين حزب الائتلاف الوطني في العقبة اثناء حوارية الحزب مع الفعاليات السياسية والخدمية والاجتماعية في العقبة.
بقي ان نقول علينا ان نذهب الى الاحزاب لنساهم في تحقيق ما يستحقه المواطن، وان نصل باقتصادنا الى ما يجعل هناك امكانية بمجانية التعليم وتراجع الضرائب وخفض الاسعار وزيادة الرواتب.