قبل سنوات انشأت الحكومة بيتاً للضيافة مقابل رئاسة الوزراء... وكان مقرراً لحظة إنشاء هذا البيت أن يكون جزء منه مقراً لرئيس الوزراء.. وعائلته.
حكومات كثيرة (اتغلبت) في هذا البيت بعض الرؤساء رفض الإقامة فيه وبعضهم حوّله مكاناً للقاءات الرسمية.. ورؤساء آخرون استعملوه كمقر، ومكتب للرئيس نفسه.
آخر مرة زرته قبل أقل من أسبوع اكتشفت أن الصالة فيه حوّلت إلى مكاتب زجاجية اشبه تماماً بغرف (الخداج) للأطفال، وكل مكتب معزول بقواطع وربما تحتاج فقط لوضع اسطوانات اكسجين حتى تؤكد... انك في قسم (الخداج).
وأيضاً تم تغيير غرف الطعام والمبيت إلى مكاتب لوزراء الدولة.. والحقيقة المؤلمة التي أود قولها هنا هي أن حجم (الفخفخة) التي أنشئت في هذا البيت يتناقض وحجم عجز الميزانية وحجم الفقر الموجود لدينا...
إذا كان هذا البيت (مغلّب) الرؤساء إلى هذا الحد.. فأنا مستعد للسكن فيه على الأقل ستحصل على كل شيء (ببلاش) التدفئة، الانارة، وتستطيع أيضاً أن (تكسدر) في الحدائق وتخفف منسوب الكولسيترول لديك.
المستغرب أن هذا البيت يحتوي على لوحات فنية ذات ثمن باهظ ولا يوجد فيه أي صورة لرؤساء وزارات استشهدوا في سبيل الاردن مثل هزاع ووصفي لا يوجد فيه اي دلالة على دور مؤسسة رئاسة الوزراء في خدمة الأردن.
والاصل انه بيت لضيافة كبار الزوار.. والزائر يحتاج لأن يقرأ شيئاً عن تاريخ الاردن على الجدران.
بما ان غرف الخداج قد تم تفكيكها كما علمت، فأنا اقترح على رئاسة الوزراء.. ان تقوم باعادة ترتيب هذا البيت بما يضمن ازالة لوحات الورد.. والفخفخة وعرض بعض من صور وسيرة رؤساء استشهدوا في اداء الواجب.. واظن ان تكلفة هذا الأمر ستكون اقل بكثير من تكلفة غرف الخداج.. التي امتلأت (بالكمبيوترات) و(الفاكسات) و(الهواتف(.
واذا لم تقتنع الحكومة برأيي.. فأنا مستعد للسكن فيه.. وما الذي يمنع ان يجرب عبدالهادي راجي المجالي رغد العيش قليلاً.. سأكتب فيه مقالاتي على (تويتر) بدلاً من الرأي وسأغير اسم زاويتي «اجبد» الى اسم آخر.
(الرأي)