الجاليات الأردنية وتبني دور في وثيقة العادات
حسان عمر ملكاوي
05-10-2023 02:47 PM
لا يخفى على أحد أن هناك العديد من السلوكيات الخاطئة ذات الأثر الكبير على المجتمع، وأهم تلك الآثار إزهاق أرواح برئة نتيجة إطلاق العيارات النارية أو مخالفة قواعد السير، وكلنا يعلم أن النفس البشرية هي الأهم، ومقدسة في تعاليم ديننا الحنيف، والإضافة إلى تلك السلوكيات نرى أيضا سلوكيات ذات أثر كبير مجتمعيا واقتصاديا واستهلاكيا.
وأصبحت نتيجة التكرار كأنها جزء من عاداتنا، والحقيقة أن عاداتنا وتقاليدنا العريقة بريئة كل البراءة من تلك السلوكيات، وهي بريئة براءة الذئب من دم سيدنا يوسف من ذلك الافتراء الذي يلصق بعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة والنبيلة والتي ما كانت يوما الا سبيل من سبل الخير وحقن الدماء وخدمة الوطن وعنوان التكاثف بين أفراد المجتمع، ولكن للأسف البعض بدأ يعتاد ويروج ويسلك سلوك مثل تلك الجاهات باهضة التكاليف رغم سوء الأوضاع الاقتصادية، ورغم عدم القدرة وعدم توفر تلك التكاليف، ومثال أيضا ما يتم من ارتفاع وفرض أمور في حالات العزاء، حتى أصبح الموت مكلفا جدا لأهل المتوفى، ولا شك أن ما سبق يخالف الدين والعادة، ولا ننسى أن العادات مصدرا للتشريع.
وإيمانا أن محاربة تلك العادات مسؤولية مجتمعية ايضا، ولأن انتشار تلك العادات بسرعة ونتائج مثل سرعة ونتائج انتشار النار بالهشيم، فإن الواجب يقتضي حتما ان نتكاثف ونتوحد وتتكامل الجهود، فإنني أدعو إلى تبني دور خاص من الجاليات الاردنية في الخارج في وثيقة العادات والسلوكيات من أندية الجاليات أو أي مسمى لروابط الجاليات الاردنية بالخارج من خلال المحاضرات التوعوية والأنشطة المختلفة، والاهم التوقيع على مواثيق خاصة بالعادات، وان يتم الدعم والتنسيق من السفارات لتلك الأنشطة التي يفترض أن تكون من أهم واجبات ووظائف تلك الروابط، وأن يتم إطلاق مبادرة التوقيع على مواثيق تحارب السلوكيات الخاطئة وتعلن عدم المشاركة فيها، وأن يتم تبني تلك المبادرة وبالتالي لو تمت في بلد معين ممكن من خلال التنسيق مع السفارة أو من خلال التواصل المباشر بين تلك الأندية أن يتم تعميمها على الجاليات في بلاد أخرى، وللامانة والإنصاف فقد تحدتث بشكل شخصي مع المهندس مازن خريسات رئيس نادي الجالية الاردنية في سلطنة عمان وأبدى كامل الاستعداد والدعم والتجاوب وأشكر له ذلك من كل قلبي .
ومع إيماني طبعا بالتوعية من خلال دور العبادة والمدارس والجامعات والإعلام واستخدام الفن والرياضة، فإنني داعما لمبدأ المقاطعة لكل حدث يتضمن الخروج عن العادات الأصيلة، داعيا أيضا إلى الرفض من البعض رئاسة تلك الجاهات الشكلية باهضة الثمن من أجل أمر قد يكون أصلا منتهيا، فتلك مظاهر لا لزوم لها وترهق كاهل أهلها وتظهر نتائجها لاحقا لتدمر الأسرة وتجعلها ترضخ تحت وطأة المعاناة الدائمة في تسديد تلك التكاليف، ولا أعتقد أن السياسي مثلا وظيفته تلك الجاهات بل لديه الاهم والاهم والاهم .
ومن المهم جدا أيضا أن يتبنى الجميع من خلال مواقع التواصل وفي الصفحات الشخصية محاربة تلك السلوكيات والتوعية بأثارها وخطورتها وعن نفسي أؤمن أن تلك الصفحات يجب ألا تنسلخ عن المجتمع أو أن تبتعد عن الأمور العامة والهامة، مؤكدا أن المسؤولية مشتركة وان الأندية والدواوين المحلية عليها واجب القيام بدور إيجابي، وأن ذلك المسؤول أو الشخص المؤثر أو صاحب الفكر عليه أن يسخر جهوده وقدراته لخدمة المجتمع، وبنفس الوقت فإنني أقف احتراما وتقديرا لكل من بذل وأعطى وحاول محاربة تلك السلوكيات الخاطئة .
والله ولي التوفيق والقادر عليه.. وإن كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية..