النقابة لم تعد خيارات مطروحة بل أصبحت واقعا ملموسا فلا مفتين ولا مفسرين يضعون العصى في دواليب الحياة فالحياة لم تعد لفئة محدودة على حساب الشعب كما قال جلالة الملك في كتاب التكليف السامي لحكومة الدكتور معروف البخيت عندما تحدث عن أصحاب المصالح الخاصة وهم بالفعل ليسوا اصحاب مصالح خاصة بل هم اصحاب اجندات واهداف معيقة ومعطلة لأي شيء لا يخصهم.
لم يفسروا لنا عندما وقفوا ضد المعلمين ما معنى وجود نقابة لأصحاب المدارس الخاصة ونقابة لأصحاب المطاعم ونقابة للنجار ولاصحاب محلات الخضار ولأصحاب صالونات التجميل فالاصحاب لهم والعاملون عند الاصحاب مثلهم مثل عبيد الجاهلية ممنوع عليهم ما هو مسموح للاصحاب او المالكين ففي عرفهم يجب ان لا يتساوى صاحب الشيء مع العامل عنده لانه يجب ان يكون هناك فوارق وطبقات.
على كل ها هي الحكومة اخيرا تستجيب لمطلب لم يكن حلما ولكن كان واجبا ان يكون من زمن لعشرات الالوف من ابناء وطننا العزيز فلا ادري كيف تنتقص حقوق معلمي ابنائنا ومقدميهم الى الجامعات الذين يصنعون الرجال بالعلم والمعرفة.
ان تم انشاء نقابة للمعلمين وهي على الطريق ان شاء الله فان ذلك سيساهم وبكل تأكيد في تطوير وتدعيم العملية التعليمية في الاردن واصلاح الاختلالات فيها لان المعلم ركن اساسي في هذه العملية ويقع عليه العبء الاكبر في نجاح او فشل العملية التعليمية وعندما يصبح له تنظيم نقابي فانه سيكون له دور وسيكون مشارك فعلي في اية قرارات تهم العملية التعليمية وتطويرها لانه ومن خلال اطار النقابة سيكون للمعلم فعل افتقدناه عبر التاريخ.
إنشاء نقابة للمعلمين سيكون هدفه كما قالت الحكومة الارتقاء بأوضاع المعلمين وصيانة حقوقهم فالمعلمون يعانون وهم من اكبر الفئات في المجتمع من تدني اجورهم في القطاع العام ولكن الادهى من ذلك ان المعاناة تزيد بدرجات كبيرة في القطاع الخاص عما هو في القطاع العام فهناك اجور متدنية وسيئة جدا تدفع لمعلمي القطاع الخاص فأصحاب المدارس يتعاملون مع المعلمين باعتبارهم الحلقة الاضعف في الحقوق.
لا ادري كيف نقبل ان يبحث معلم عن وظيفة اخرى لتساعده على محاربة اوضاع المعيشة فيعمل كسائق او اية وظيفة اخرى مع ان فترة ما بعد المدرسة للمعلم يجب ان تكون فترة للتحضير للمدرسة ليقدم لنا جيلا متعلما وان يقدم افكارا وخططا وبرامج لا ان يسعى لتوفير العيش على حساب العملية التعليمية.
وكذلك لا ادري كيف تسمح وزارة التربية والتعليم وهي الراعية الاساسية للمعلم والتي يجب ان تدافع عن حقوقه لاصحاب المدارس الخاصة باضطهاد المعلمين لديها باساليب مختلفة اولها الرواتب وثانيها ان المعلم يجب ان يخضع لارادة الطالب ان كان على خطأ او على حق فالمعلم ليس له اي حقوق سوى ما تقدمه له المدرسة الخاصة من فتات في رواتب متدنية.
نقابة المعلمين قادمة وستكون حقوق المعلمين مصانة من خلال نقابتهم وسيكون لهم تنظيم سيكون راعيا للعملية التعليمية في الأردن وسيكون هناك قيادات للمعلمين كما تدافع عن زملائهم سيدافعون عن مسار العملية التعليمية وعدم تراجعها وهذا هو الاساس لنجاح نقابة المعلمين فالنقابة ستكون من خلال ممثليها المعلمين مشارك اساسي وفاعل في كل ما يخص التعليم في المملكة وسيكون لها رأي في الخطط التربوية والقرارات لان كل هذه الامور تنعكس على المعلمين ويجب ان يشارك المعلمون فيها لانهم هم الذين يعملون في الميدان ويعرفون ويدركون الاحتياجات الضرورية للطالب والمدارس والمناهج.
الاهم الآن هو الآليات اللازمة لولادة النقابة بعدما أعلن رئيس الوزراء عن عملية الحمل متمنين ان لا ننتظر تسعة اشهر للولادة بل اننا نطمح ان نرى الولادة سريعة ومتفاعلة مع رغبات المعلمين.
(الدستور)