بلغ عدد المرشحين لموقع "رئيس بلدية" 726 مرشحاً يتنافسون على 93 رئيساً أي بمعدل أكثر من ثمانية لكل رئيس, بينما بلغ عدد المرشحين للعضوية 1819 يتنافسون على 929 عضواً أي بمعدل أقل من اثنين للعضو الواحد.كما هو واضح فإن التنافس الحقيقي هو على "الرئيس", وعند التدقيق في تاريخ التنافس في الانتخابات البلدية الأردنية يتضح أيضاً أن موقع الرئيس كان طيلة الوقت ينفرد بأهمية خاصة, وعلى الدوام كانت الاجابة على سؤال "الرئيس من مين" هي التي تحدد الطرف الفائز الحقيقي في الانتخابات.

وهذا وحده ما يفسر أن الانتخابات الماضية حيث جرى فيها تعيين الرئيس من قبل الحكومة, لم تشهد انتخابات حقيقية ولا تنافس له معنى, لأن الحكومة أرادت أن يكون "الرئيس منها" وهو ما أدى أيضاً إلى أن ارتفاع مركز ووجاهة العضو المعين مقابل العضو المنتخب.

الاختلاف الرئيسي بين الماضي والحاضر هو أن موقع عضو المجلس البلدية كان يكتسب قدراً من الأهمية المستندة الى دوره في اختيار الرئيس, حيث لم يكن انتخاب الرئيس مستقلاً عن الأعضاء كما هي الحال في الانتخابات الحالية, وكان المرشحون متساويين في المركز الانتخابي الى لحظة اعلان النتائج, لأن تحديد الرئيس يتم بعدها, وهو بعد اختياره يبقى مديناً لمن وافق عليه من زملائه الأعضاء.