مقاربات في الحداثة والمستقبل .. القطبية المتعددة أم اللامركزية؟
د ابراهيم الهنداوي
05-10-2023 07:54 AM
في ظل الأحداث العالمية ومخاض تشكل العالم الجديد هناك مقاربات مختلفة لما سيكون عليه النظام العالمي الجديد، أيكون متعدد الاقطاب.. أم يكون عالم اللامركزية التي تتعدد به مراكز القوى في عالم المستقبل الذي يتشكل الان؟.
لا شك أن الاجابة على هذا السؤال هو من الصعوبة بمكان حيث لا يستطيع أحد ان يجزم احد بكينونة عالمنا المستقبلي القادم اهو متعدد الاقطاب ام عالم لا مركزي من خلال تعدد مراكز القوى (اللامركزية)؟، ولكن من البيدهي والمسلم به ان الاحادية القطبية قد انتهت وانه لا يوجد الان قوة تسيطر على الآخرين خاصة مع نشوء منظومات جديدة مثل بريكس وشنغهاي التي اعتمدت على تشكيل الهوية الوطنية في التشكل وبذلك أسقط مفهوم الغرب والشرق عندما أسقط إمكانية وقدرة اي دولة عظمى السيطرة على كل الدول والفشل الذي صاحب ما يعرف بالنظام العالمي القديم في إمكانية فرض هذا على الآخرين لان العالم الذي يتشكل الان ستكون صيرورته وديدن تشكله معتمد على المثقفين وليس السياسين الذين فشلوا سابقا في فرض نظام اممي عادل ضمن معيار عالمي واحد وموحد دون ما يسمى المعايير المزدوجة، واحترام الهوية الوطنية لكل دولة على حدة باستقلالية نهجها وحريتها وخصوصيتها ضمن إطار الهوية الوطنية الخاصة بها.
وحيث ان العالم اصبح يتشكل الان من خلال ما يسمى الغرب الجماعي مقابل الجنوب الجماعي، أضحى وبكل تأكيد ان المستقبل سيكون مملوكا للمثقفين وليس للسياسيين الذين بواقع السياسة كان افقهم اضيق من المثقفين كما يقول الفيلسوف فيتالي نؤمكين والذي يجزم انه حتى الشرق الأوسط الذي شهد ويشهد تغيرات جذرية اساسية واعدة وحيث أن غياب المشروع العربي بمفهوم القومية العربية لم يتحقق الا ان المشروع العربي الموحد بمصطلحه الجديد والمتمثل بالقومية الاندماجية آت لا محالة فهو كالسيدة الحامل التي ان طال حملها ستلد اخيرا ما تحمل في رحمها وخاصة بعد ان تحولت بعضا من الدول العربية لموقع الريادة والنمو وتبرهن على قدرتها في انتاج سياسة مستقلة لا تنحني للضغوط.
نعم انه عالم سيتشكل بمفهوم عالم اللامركزية وليس القطبية كما ارى في ظل الندية بين الغرب الجماعي والجنوب الجماعي والنمو الاقتصادي وما علينا كعرب الا ان نسعى لولادة حملنا الجديد من خلال المشروع العربي الموحد يكون لنا صوتا مؤثرا في الجنوب الجمعي حافظا للكينونة الوطنية ساعيا لنماء وازدهار دولنا العربية اولا ضمن استقلالية القرار التي نرى بداياتها الواعدة تمارس حقا وبعيدا عن املاءات الآخرين.