مطعوم الحصبة .. الحقيقة من أفواه الأطباء
نيفين عبد الهادي
05-10-2023 12:43 AM
هو حاجة وضرورة صحية، يجب أن يُنظر لموضوع المطاعيم بشكل عام من هذه الزاوية تحديدا، فاستيراد المطعوم أكررها أي مطعوم هو جهد حكومي وإنجاز يُحسب للحكومة، في زمن التوت به الأعناق لجهة اهتمامات أخرى آخرها الجوانب الصحية، ما يجعل من الأردن مميزا وحقيقيا في حماية المواطنين صحيا، وتقديم كل ما من شأنه توفير منظومة صحية آمنة وعملية.
من جديد تطفو على السطح اشاعات وسائل التواصل الاجتماعي وتنتشر كما النار في الهشيم، فيما يخص مطعوم الحصبة، دون الاستناد في أغلب ما يتم نشره على معلومات طبية وعلمية، إنما هي حركة معلومات مغلوطة يُراد بها بث البلبلة واللغط السلبي، لمجرد اغماض العين عن أهمية توفير هذا المطعوم واستيراده، والاهتمام بتقديمه لكل من يستحقه «طبيا»، مع الإصرار على التغاضي عن خطورة عدم أخذه والآثار السلبية الصحية الكبيرة في حال لم يأخذه من مستحقه، ما يجعل من كل ما يحدث زوبعة «مصطنعة» حتما لا يهدف من يقف خلفها أي مصلحة.
لن أدخل في التفاصيل العلمية والطبية لمطعوم الحصبة، فهي تفاصيل حتما لها خبراؤها ومختصوها والإعلام الصحي يمكن اشباعها كتابة وشرحا، «ولا يُفتى وهم بالمدينة»، لكن ما أريد قوله إن مطعوم الحصبة ووفقا لقراءات كبار الأطباء المختصين وهم فقط من يحق لهم القول بهذا الموضوع، وهم فقط المصدَقون، هو مطعوم مهم ويجب إعطاؤه لسن معين من طلبة المدارس، وخلاف ذلك يتم تعريض هذا الجيل وبشكل علمي وصحي لمشاكل صحية بعدم أخذه وليس العكس، ما يجعل من هذا المطعوم ضرورة صحية غير قابلة لأي جدليات من غير المختصين.
في استيراد المطعوم واعطائه للطلبة، مجانا، وفي الشرح شبه اليومي للمختصين والخبراء بشأنه، كلّ هذا يدخل في جانب الإنجاز، والتوعية، والاهتمام بصحة المواطن، وقول غير هذا ينقل الموضوع برمّته لمكان آخر يقلل من أهمية أخذ المطعوم، وتعريض أعداد من الطلبة لأمراض – لا قدّر الله- سيئة، وبذلك القول الحسم ولا رأي يعلو على رأي الطب في هذا المجال، وقوله شدد على أهمية أخذ المطعوم دون أي دخول في متاهات فكرة المؤامرة وفوضى المعلومات، وازدحام ما يطلقون على أنفسهم مسمى «خبراء»، وعشوائية معلوماتهم التي باتت تهدد الأمن الصحي الوطني.
تميّز الأردن على مدى سنين ببرامج التطعيم التي يقدّمها للمواطنين، وتمكّن دوما وعلى مدار سنين الأزمات الصحية والأوبئة من تجاوزها، وكان من أوائل الدول دوما في تقديم المطاعيم للمواطنين، والمقيمين واللاجئين، فهو تاريخ تنيره الإنجازات، وتضعه في مكان متقدّم بهذا المجال، ما يجعل من أخذ مطعوم الحصبة اليوم حاجة صحية للطلبة، يجب الأخذ به على محمل التطبيق الفوري، دون الاستماع لصوت المشككين، أو الباحثين عن شهرة الحضور وإن كان حضورا هشاّ، مبنيا على مجموعة أكاذيب واشاعات، ما نحتاجه اليوم هو صوت العقل بأن المطعوم ضرورة صحية، دون ذلك هو عمل ضد الأمن الصحي الوطني، ففي موضوع مطعوم الحصبة علينا أن نأخذ الحقيقة فقط من أفواه الأطباء أصحاب الاختصاص والخبراء.
الدستور