فقد الرجل الثالث في الحزب الجمهوري الأمريكي منصبه بعد عزله منه كرئيس لمجلس النواب الأمريكي (الكونغرس) ببعض أصوات أعضاء المجلس من حزبه بقيادة النائب مات غيتس ومن حوله وبالتعاون مع أعضاء الحزب الديمقراطي وهذه تعد المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية.
ومنصبه يعد المركز الثالث في الأهمية للولايات المتحدة الامريكية بعد الرئيس ونائبه.
ان انتخاب كيفن ماك كارتي قبل أحد عشر شهراً كرئيس للكونجرس الأمريكي كان عملية قيصرية صعبة تمت بعد اخفاقه 15 مرة وتم انتخابه اخيراً بعد تقديم تنازلات كثيرة لأعضاء حزبه الجمهوري، ان عزل رئيس الكونغرس لم يسجل في التاريخ حتى الان.
الخلافات العميقة في الحزب الجمهوري والذي يملك اغلبية ضئيلة في مجلس النواب الأمريكي (الكونغرس) لها أهمية كبيرة في التأثير على سياسة الدولة وإمكانية قيادتها في ظل الظروف المالية والسياسية الصعبة حالياً فالرئيس مكبل اليدين لان اتخاذ القرارات المهمة يجب ان يمر عبر الكونغرس الذي لا يملك الرئيس الأغلبية به ومجلس الشيوخ الذي يسيطر حزبه عليه، لذا يصبح من الصعب إقرار قوانين تشريعية جديدة أو اتخاذ قرارات لميزانية الدولة الا بالتوافق بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الامريكية وهذا يعد أمر صعب للغاية والتوافقات تتطلب تنازلات من الطرفين وإيجاد حلول وسط لضمان سير الأمور في البلاد.
وأفضل مثال على ذلك هو قرارات مجلس النواب لمشاريع تسديد الديون وقانون سقف الدين للسنوات المقبلة والتي تزيد عن 31,4 ترليون دولار والقرارات الأخيرة على خلفية تجنب الاغلاق الجزئي للحكومة، فالتخلف عن سداد الديون والاغلاق سيؤدي الى فقدان 7,4 مليون شخص وظائفهم ويدخل البلاد في انكماش اقتصادي ويؤدي الى ازمة اقتصادية وربما مالية عالمية.
ولذلك توافق ماك كارثي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على تأجيل سقف الدين لمدة 45 يوماً للمرة الثانية منذ توليه منصب رئاسة الكونغرس مما اغضب مواليه من الحزب الجمهوري وعلى راسهم العضو مات غيتس البالغ من العمر 41 سنه والذي حصل على مساندين له من الحزب الجمهوري وهو من المواليين للرئيس الأمريكي السابق ترامب ويحاول ترتيب الأمور لإعادة انتخاب ترامب لعام 2024 كرئيس للولايات المتحدة الامريكية.
ومن نقاط الخلاف المهمة ايضاً الدعم المالي والعسكري الكبير لأوكرانيا، ففي الوقت الذي يقدم به الحزب الديمقراطي دعم مالي وعسكري هائل يتحفظ الجمهوريون على ذلك.
وصرح ماك كارثي عدم استعداده للترشح مرة أخرى واتهم منافسه مات غيتس بالعمل لمصالحه الشخصية وليس لمصلحة الجمهوريين.
إذا الكونجرس الأمريكي في وضع من السبات لا يحسد عليه ولهذا ايضاً تأثير على الانتخابات الرئاسية القادمة فالجمهوريون غير متحدون ومرشحهم يخوض معارك قضائية كبيرة والديمقراطيون لديهم رئيس كبير في السن ويواجه ابنه قضايا قضائية لها علاقة بالفساد ويحاول البعض البدء في مشروع عزل الرئيس مما سيكون له توابع سيئة على الرئيس بايدن والبلاد بشكل عام.