أصبح مألوفاً ومؤسفاً تحويل كل قضايا الاختصاص العلمية والدينية والاقتصادية والأمنية والطبية إلى الرأي العام، حيث تتم استقطابات واتهامات ومحاكمات على منصات التواصل الاجتماعي، تدفع معظم المختصين إلى الخلف خوفاً من أن يطالهم رذاذُ اتهامٍ وسُبابٌ وحَطٌّ.
أمامنا مسألة مطعوم الحصبة والحصبة الألمانية MR. نحترم الرأي الذي حذرنا من مخاطر متصلة به، لو ثبت أنه رأي علمي محكم مدعم بآراء علماء وطنيين ودوليين، لا مزاعم من اجل الظهور وقطف الشعبوية، من شخص او اثنين او ثلاثة، مهما كانت نواياهم او مكانتهم العلمية.
ففي الاختلاف بين الفرد والمؤسسة، يرجح بلا تردد، رأي المؤسسة التي تضم خبرات وتستند إلى تراث وتقاليد وبنك معلومات وشبكة اتصالات دولية واسعة، لا معلومات انترنتية متضاربة حيث يوجد الرأي ونقيضه !!
لقد أوشك مديرو الحملة المثيرة على مطعوم MR إلى تحويلها للتصويت، وها هم عدد من الآباء يرفضون تطعيم ابنائهم، بسبب ما أثاره المشككون من مخاطر في المطعوم، يخشى الآباء بسببها على فلذات اكبادهم !!
لقد استمعنا إلى آراء اطباء يدحضون التشكيك بالمطعوم منهم الدكتور عبد الفتاح الكيلاني مدير الأمصال والمطاعيم السابق في وزارة الصحة وأول من أدخل مطعوم MMR إلى البلاد قبل 40 عاماً، الذي شجب هز الثقة ببرنامج التطعيم الوطني، وقال إن ميزانية المطاعيم في وزارة الصحة تصل إلى 30 مليون دينار، لا يعقل أن تدفعها الحكومة للإضرار بالأردنيين !!
وقرأنا رأي الدكتور العريق الموثوق العبد العكايلة الذي كتب: «في الأزمات يخرج علينا الكثيرون، منهم بحسن النية ومنهم من لا نفهم قصدهم حول التشكيك والضرر.
أصدقائي أنا اقولها وأحاسب عليها أمام الله.. لا تترك طفلك من دون أخذ المطاعيم، اعقل وتوكل».
لقد تابعنا ،»في الزمانات» كيف تم اتهام اهل العلم والدين بأنهم يبيعون دينهم بدنياهم، لأنهم قدموا آراء في المناهج لا تطابق رأي من أثاروا الحملة ضدها.
تتفاقم آثار الاشاعات الضارة التي يستقوي أصحابها بطرحها على الرأي العام مباشرة، إلى حدود المساس بهيبة المؤسسات الوطنية ومصداقيتها وزعزعة الثقة بها !!
الدستور