علاقة سرطان الثدي بالجهاز الهضمي والنمط الغذائي
الدكتور نبيل كامل ابو الرُّب
03-10-2023 06:44 PM
استشاري الجهاز الهضمي والكبد والتنظير والأمراض الداخلية، يوجد عوامل متعددة مسببه لسرطان الثدي ومنها النمط الغذائي والعوامل الوراثية والسمنة ونقص عنصر اليود ونقص فيتامين (د ) . وتناول الكحول والتدخين والتعرق المستمر للسموم بأنواعها وعدم ممارسة الرياضة والعلاج بالهرمونات ولكن في هذا المقال أود أن أبين العلاقة ما بين العوامل البيئية وسرطان الثدي.
إن سرطان الثدي يُعتبر الأكثر شيوعًا للسرطانات عند النساء، وفي ازدياد مستمر. فقد تبين في مقال نُشر في المجلة الأمريكية (جاما) أن نسبه سرطان الثدي ازداد أكثر من 18% ما بين سنة 1935 وسنة 1965 واكثر من 50% ما بين سنة 1965 وسنة .1975.
وقد دلت الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية بأن امرأة واحدة من كل ثمانية نساء معرضة للإصابة بسرطان الثدي وهذه النسبة أيضا موجودة في أكثر بلدان الشرق الأوسط اذا استمرت النساء في تناول الأطعمة السيئة لمدة طويلة من الزمن فإن هذه الأطعمة تُرهق مقدره الجسم لإزالة السموم والفضلات من الجسم ولذا فإن الإكثار من أكل الدهنيات واللحوم والبيض والطعام المصنع يسبب تراكم الشحوم في مناطق عدة في الجسم ومنها الثدي وتجدر الإشارة بأن تراكم هذه الشحوم لا يحتاج إلا القليل من السعرات الحرارية.
إن تراكم هذه الشحوم في الثدي ينتج عنها تكيس دهني يحتوي على مخاط وأحماض دهنية تتكون على شكل سائل كثيف في بادئ الأمر ثم يتحول إلى تكيس صلب وبالذات عند وجود نقص اليود في الجسم وأيضا ازدياد في مقاومة الأنسولين والأهم أيضا وجود مادة فلوريد وبروميد في الطحين والماء ومعجون الأسنان وبعض الأطعمة الأخرى فإذا كان تركيزه عاليا فإنه يمنع اليود بالالتصاق بمستقبلاته ويحل محله مما يؤثر تأثيرا سلبيا كبيرا على كل خلايا الجسم وبالأخص الغدة الدرقية والثدي والبروستاتا والمبايض .
توجد دراسات بيئية كثيرة ومهمه تبين العلاقة الوثيقة ما بين سرطان الثدي والنمط الغذائي والجهاز الهضمي سأبدأ بدراسة من أمريكا اللاتينية وتبين فيها في هذه الدراسة أن سرطان الثدي كان غير موجود عند الهنود الحمر في بلدان بيرو وبوليفيا.
حتى أن مسجل السرطان لشركه تأمين الحياة في الثلاثينيات من القرن الماضي أفاد: لقد قابلت كثيرا من الأطباء وأجمعوا كلهم بأنهم لم يجدوا ولو حالة واحدة لسرطان الثدي عند هؤلاء الهنود الحمر وتبين لاحقا أنه عندما اتبع هؤلاء الهنود الحمر النمط الغذائي الغربي ظهر عندهم حالات كثيره من سرطان الثدي خاصه والسرطانات الاخرى بصفه عامه وتبين في دراسة أخرى بأن نسبة سرطان الثدي اكثر 10 اضعاف عند النساء اللواتي يفرطن في أكل اللحوم ومنتجات الألبان مقارنة بالنساء اللواتي لا يأكلن إلا القليل منها.
وفي دراسة علمية للباحث الدكتور هيرياما سنة 1979 حيث كان يعمل باحثا في مركز الأبحاث التابع للمركز القومي للسرطان بطوكيو وتبين في هذه الدراسة إنه منذ سنه 1949 ازداد استهلاك الحليب ومنتجات الألبان أكثر من 23 مرة واللحوم الحمراء اكثر من 14 مرة والبيض 12.9 مره والزيوت النباتية 7.8 مرة وقد أدى هذا التغيير الكبير بالنمط الغذائي إلى ارتفاع كبير بنسبه سرطان الثدي والقولون في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية .
وفي سنة 1980 وجد الباحثان أوتجن وبيرشنال من نيويورك إن الإكثار من أكل فول الصويا ومنتجاتها يقلل من حدوث سرطان الثدي لاحتواء فول الصويا البروتين ويوجد هذا الأنزيم في أصناف البقوليات الأخرى مثل الفاصوليا والحمص والعدس والبازيلا وأهمية هذا الأنزيم انه يساعد في عدم انتشار سرطان الثدي إن وجد . وفي دراسة أخرى للدكتور إتجرام ورفاقه دامت من سنة 1928-1977 في بريطانيا ووليز فقد تبين في هذه الدراسة: عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية ولظروف الحرب فقد قل استهلاك السكر واللحمه والمنتجات الحيوانية والألياف والدهنيات بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة أثناء الحرب وبدلا من ذلك كثر استهلاك البقوليات والخضار مما قلل بشكل كبير وملحوظ نسبة حدوث سرطان الثدي ولكن بعد انتهاء الحرب وفي سنة 1954 تبين في الدراسة أن استهلاك الحلويات واللحمة ومنتجات الإلياف قد ازدادت بشكل ملحوظ أكثر مما كانت عليه قبل الحرب مما زاد بنسبة حدوث سرطان الثدي بعد 15 سنه .
وفي دراسة بيئية ظهرت نتائجها في التسعينات من القرن الماضي وأجريت هذه الدراسة في عدة مناطق في الصين بواسطة الأستاذ والدكتور كاميل من الولايات المتحدة والأستاذ الدكتور بينو من جامعة اكسفورد والأستاذ الدكتور شن من الصين واعتبرت هذه الدراسة البيئة الأهم في العالم، وتبين في هذه الدراسة أن نسبة سرطان الثدي في بعض المقاطعات والمدن الرئيسية في الصين أكثر من 90 مره عنها في بعض المقاطعات الأخرى الريفية ويكاد أن يكون سرطان الثدي غير موجود في بعض المقاطعات الريفية ويعزى السبب لهذا الفرق الكبير هو الاختلاف بالنمط الغذائي ، ولقد لاحظ الباحثون انه كلما أتبع النمط الغذائي الغربي في المدن الرئسية حيث الإكثار من اللحوم
والدهنيات والوجبات السريعة الخ يزيد نسبة سرطان الثدي والكولسترول تزداد بشكل ملحوظ ، والمعروف أن سكان الصين متجانسون من الناحية الوراثية وعدم وجود اختلاف جينيه بينهم وبالنسبة للمناطق الريفية فإن السكان هناك يتبعون النمط الغذائي النباتي المختلف جذرياص عنه في المدن الرئيسية ولهذا السبب فإن نسبة سرطان الثدي قليله جداً حسب تبين في هذه الدراسة.
وفي دراسة يابانية سنه 1982 تبين فيها بأن المهاجرين اليابانيون إلى هاواي ولوس أنجلوس ازدادت نسبة سرطان الثدي لديهم اكثر من 100% عنها من سكان اليابان وتجدر الإشارة بأن نسبة سرطان الثدي موزمبيق 3.9 حالة لكل ١٠٠ ألف وبعكس الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أن امرأه من كل ثمانية مهددة بالإصابة بسرطان الثدي وهذا الفارق الكبير يعزى للعوامل البيئية وأهمها النمط الغذائي الذي يختلف كثيرا بين البلدين ويجدر الإشارة أن الإكثار في استهلاك الحليب ومشتقاته عند الأطفال حيث تحتوي على هرمون الاستروجين فإن ذلك بسبب تقديم ( تبكير ) في الدورة الشهرية وتأخير في انقطاعها مما يسبب ارتفاع الكمية الإجمالية للإستروجين في الجسم حيث أن ارتفاع الاستروجين في الجسم من العوامل الرئيسية المسببة لسرطان الثدي والجدير بالذكر فإن بروتين كازين الموجود في الحليب ومشتقاته من أكثر الأغذية التي تسبب السرطان عامة وسرطان الثدي بصفه خاصه حسب الدراسات البيئة للأستاذ الدكتور قولن كامبل .
*استشاري الجهاز الهضمي والكبد والأمراض الداخلية