facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




خريسات اول الخلق .. والحياري اول الصحافة المحلية


أحمد سلامة
03-10-2023 03:48 PM

وددت ان اجري تحوطا في مطلع هذه الحلقة مفاده انني لا اكتب (مذكرات) بالمعنى التقني للدلالة، وانما اكتب ذكريات !!

وانا حسب ما تمكنت من الاطلاع عليه في هذه الحياة من معارف بسيطة ازعم انها تسعفني القول (ان السردية الانسانية، ليست شكلا واحدا يتفق عليه النقاد مثل الرواية والمسرحية والقصيدة والتحقيق الصحفي، تلك اجناس استقر عليها نقاد البشرية ومبدعوها رغم الاختراقات التي تحدث عادة مثل قصيدة نازك الملائكة عن الكوليرا التي اضحت عنوان الشعر الحر.. والموشحات والقصة القصيرة وشكل الرواية وبنائها !!

لكن.. السردية هي شكل كتابي تتداخل فيه اهتمامات كاتبها بثقافته بظروفه وما احب وما لم يحب، ومحكوم لما تراه عينه من جمال.. لا يجوز زيارة الذكريات من منظور الحاضر، فان غضبت لاحقا من فلان (تشرشحه) واذا رضيت عن علان (ترفعه)… واذا كانت المذكرات صورة من صور التوثيق الفوتوغرافي للذاكرة، فان الذكريات هي انتقاء لصور تخدم المضمون…

بهذا المعنى فإن انتقائي لشخصيات محمودة الدور عندي خارج المهنة وداخلها (مثل احمد عبيدات وعبد الرؤوف، كامل العجلوني ميشيل حمارنة جمعة حماد رجا العيسى ومحمود الكايد وسليمان عرار) هو لصالح النص وليس انحيازا لسبب خفي من دون ادنى مواربة.. لغتي لم تحتمل في اي حرف خططته على مدار ما كتبت والله يشهد ان حواف حروفي كانت ملساء مثل وجه الشمس في محاولة ايمانية للاعلاء من شان الوطن كل الوطن..

توسعت في هذا الأمر لأنني سأتناول في هذه الحلقة شخصية الزميل سمير الحياري، الذي هو ناشر عمون، وانا اكتب هذه الذكريات في موقعه الصحفي، وقبل ان اقول اي حرف فيه، فانني زرته في الراي هذا الصباح كما كان وليس كناشر لعمون…

كان التحرير المحلي له غاطس واحد هو الاستاذ هاشم خريسات، لا اعتقد ان ابو المثنى قد غضب منه انسان في الحياة او انه ازعج احدا بسلطته… حين دخلت الراي لم يكن هناك مسمى (رئيس مندوبين) سوى ظل شخصية تاريخية في المهنة اكرمها محمود الكايد حين داهمتها جلطة دماغية الزمتها البيت هو (ابو العبد الجربي)… كان احيانا ياتي صوته من بعيد يناجي مجيد عصفور ويسأله عن الاخبار وكان مجيد يجود عليه بالوقت والملاطفة دون ادنى تذمر…

هكذا شغل الاستاذ هاشم خريسات في ذلك الركن من صالة التحرير عمليا رئيس المندوبين وسكرتير تحرير المحليات، والمزود لغاطس العربي والدولي الاهم والاقدر (محمد ناجي عمايرة) اخبار الصفحة الاولى عبر نافذة صغيرة تفصل بينهما، وهو كاتب زاوية (نزيه) والمشرف على صفحات الثوابت

على نحو ما.. كانت ايامه خدمات البوفيه تجري على حساب من يطلب، ومن دون اي مبالغة كان هاشم خريسات يدفع نسبة عالية من راتبه للشاي والقهوة ضيافة لزوار الراي

كان يتمسمر في كرسيه منذ ان يشرف مكتبه محاطا بفريقه من التحرير لا يبرحه لاي مكان في الجريدة، لم يهتم هاشم خريسات بقضاء وقت في مكتب رئيس مجلس الادارة او رئيس التحرير… واشهد له انه تخرج من تحت مهارة ادارته خير من عرفت من المحررين سمير الحياري وعبد الرحمن العبوشي وغيرهما كثير..

هاشم خريسات كان صاحب مكتبة وتفاوت به عمر الالتحاق بالصحافة لكنه انجزها على كبر وعلى ارادة كان فيما اعتقد انه الصواب اول من دخل الراي قد درس الصحافة بصورة اكاديمية في الجامعات العراقية ابان عزها…

اشتغلت في معيته سنوات كثيرات وشاء القدر ان ارث مهمته (مديرا لتحرير المحليات) بعد ان غادرنا رئيسا لتحرير جريدة الشعب ومن ثم انتقل الى الاعلام الرسمي!!

مديرا محترما ترك اطيب الاثر في كل موقع شغله… لقد غادر ابو المثنى وقد اصبح رئيسا لتحرير المحليات التي هي عمليا عصب الجريدة، والعربي والدولي موقفها السياسي وبوابتها للعالم…

حين قرر رئيس التحرير تعييني مديرا للتحرير المحلي… اول ما خطر على بالي صحافة المحافظات.. كانت كل المحافظات لها صفحة واحدة، او اكثر نسيت الان… في الدراسات العليا للاعلام بالجامعة الاردنية كان هناك مادة عن الاعلام التنموي وتلقيناها على يد عالم فذ هو الدكتور (يحيى شقوارة)….

كان الدكتور يحيى شقوارة قد اجرى استطلاعا قبل استطلاعات (الهيلمة) استطلاعا اكاديميا يخص حصة المحافظات في صحيفتي الراي والدستور!! وكانت النتيجة محزنة جدا اذ لم تحظ كل محافظات المملكة في التغطية اليومية الا بنسبة ١٢ في المية!!!

كان سمير الحياري هو من "يشلفق" صفحات المحافظات ومن دون عناية، اجتمعنا بعد لقاء صاخب جمعنا، الان اقول كانت معيقات كثيرة تقف في وجه ادارتي للتحرير فانا كنت اصغرهم سنا وربما خبرة من حيث الزمن في المهنة، ولم اكن ربما في باب التوقع ان اكون مديرا لانني وبصراحة بحياتي ما فكرت بوظيفة ادارية

كنت اعتقد ان التحقيق الصحفي اهم من رئاسة التحرير ذاتها إن كان تحقيقا.. وكذلك كنت شخصية خلافية جدا شأني.. دائما اتذكر ان احدى الزميلات دخلت على ابو عزمي قالتله "انا بعتذر منك ابو عزمي ما رح احضر اي اجتماع برئاسة احمد سلامة". اجابها ابو عزمي بطريقته الخاصة: "يا سيتي اعطيه فرصة اذا عجبك عجبك واذا لا بتروحي قالتله ولا يمكن"!!! وتركتها ثلاث او اربع اجتماعات لم تحضر
هذه الزميلة كانت ولا زالت تصرح ان اعذب واجمل ايام الراي حين كنت رئيسها في العمل!!!

وكان سمير ممن لم يتقبل ادارتي للتحرير لكنه كان الين من غيره، جالسته في اجتماع مغلق، اتذكر انني قلت له (يا باشا اوعدك اننا سنرفع من سوية المهنة معا وانت لك مستقبلا باهرا في المهنة، اود ان اعرض عليك سكرتير تحرير المحافظات وان يكون في كل محافظة مندوبا تنشطه" وعرضت عليه احلامي وكان هو ايضا للامانة له احلامه الخاصة…

لا اريد ان اقول ان صحافة المحافظات التي صنعها سمير الحياري ربما انها كانت المقدمة الطبيعية لصناعته لاحقا صحيفته الالكترونية المميزة (عمون).

سمير الحياري.. من اشطر صحفيي جيله (الجيل الذي تلا جيلنا في المهنة) في تحرير الخبر وخلق العنوان المثير وقدرته الفذة على قبض الريح بيديه هو رجل التوازنات ويحفظ مقتضياتها بين الحرام في الدولة صحفيا والحلال فيها وهو سيد المرواغة في تحصيل حق لخبره او قصته الصحفية..

كان سمير يطل علينا اول الامر متدربا اوصى به ابو العزم امامي الاستاذ هاشم خريسات قائلا هذا الشاب بدرس في (جدة) صحافة لكنه شاطر اعطيه اهتمامك… وكان دوما موصول الاناقة ودائم الصمت خير من يلخص المجالس لثرثرات تاخذ تسع ساعات فيقول ملخصها في جملة، وهو من اوائل من اقتنى سيارة لست متأكدا انه جاء بها من بلاد دراسته كانت نوع (مازدا) وحين تردت احوالها بسبب الاحوال الاقتصادية وضع (طربيزة) محل كرسي السائق…

حين يصطحبني بسيارته الفارهة وسائقه المحترم هذه الايام اقول دوما يكافئ الأردن ابنائه الذين يستحقون

جرت في حياتنا عدة قصص فيها ملح نوادر لان سمير يتساوى لديه الكرم مع حلاوة المعشر.. ذات مرة دعوته الى عشاء بالقاهرة نتعشى معا هو يعود لعمان وانا اكمل لواجب اخر.. ذهبنا لتناول طعام العشاء في مطعم مرموق، وجاء النادل يستفسر منا عن اسمائنا لتقوم الفرقة الفنية بتحيتنا… فأجابه سمير على الفور الاخ عبد الحليم خدام وانا فاروق الشرع، وهات يا تحايا احلى خدام واحلى شرع..

من ظرفه وملاحته في رمضان جرت العادة ان نقوم بجولات قبل الافطار، كان غالبا هو من يقود الركب!! نزلنا للبلد في نطاق عجقة ما قبل الافطار، وعند مبنى الامانة القديم قرب المدرج الروماني.. اغلق شرطي مرور المدخل على يسار الشارع ما يعني اننا يجب ان نصل لاخر اشارة ضوئية.. فقال له سمير (للشرطي) افتح لو سمحت زميلك سمح لنا بالدخول فتمنع الشرطي، فقال له سمير يا رجل انتو ما بتمسكوا خاطر لبعض واكمل مرقنا… فمرقنا الشرطي.. نظر الى الزميل الذي بجواره قائلا (وحياتك يا بو فلان ما انحط الاول يقصد غيار السيارة غير احترام لك)

سأختم عن سمير الحياري قصة ذات مدلول معبر، ذهبنا ثلاثة سمير وانا وزميل اخر لا يحضرني اسمه الان لنشهد القاء القبض على ابو شاكوش، وابو شاكوش قصة وقعت في ثمانينات القرن الماضي اختلطت فيها الحقائق بالاساطير (لص رهيب) كنا في جبل عمان
واضحى الجبل كله مدججا عن اخره برجال الامن في محاولة لايجاد ابو شاكوش الاسطورة ولقد انتهت المهمة الامنية تلك دون تحقيق المراد كنا نمشي مجاورة لرجال الامن العام فسمعنا نداء يتكرر (اجمع) ونرى رجال الامن يهرولون في صفوف منتظمة بعد هذا النداء ايذانا بالرحيل.. وفجأة ما كان من سمير الا ان استعذب النداء وصار كلما يرى مجموعة شرطية يقول باعلى صوته (اجمع) ويحدث الجمع دون التدقيق في مصدر النداء

من يومها ادرك سمير كيف يتقن الانابة عن الامني في الاعلامي فيجمع الاعلام للامن ويجمع الامن للاعلام






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :