facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




"مديح الكراهية" !


كمال ميرزا
03-10-2023 11:09 AM

الرحمة وواسع المغفرة للروائي السوري "خالد خليفة".

بالنسبة لجمهور الدراما فإنّ "خليفة" هو كاتب مسلسل "سيرة آل الجلالي"، وهو أشبه بـ "ليالي حلمية" سورية، أو حلبية تحديدا.

لكن العمل الإبداعي الأهم لـ"خالد خليفة" قد يكون رواية "مديح الكراهية"، عمل روائي استثنائي مهم وحسّاس ودقيق مضمونا، ومبهر لغة وسردا وأسلوبا.

ولكن للأسف، عندما تقرأ عملا تاليا لخليفة مثل "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" تُصدم، وتكاد لا تصدّق أنّ كاتب "مديح الكراهية" هو نفسه كاتب هذا العمل!.

الموهبة هي هي، ولكن "خالد خليفة" هو مثال ممتاز لكيفية تأثير خيارات المبدع وانحيازاته على عمله الإبداعي!..

بعد الحفاوة التي حظيت بها "مديح الكراهية" يبدو أنّ طموح "خليفة" قد أصبح يصبو نحو "العالمية"، وهذا على ما يبدو يتطلّب تطويع كتابته وإبداعه لتلبّي شروط هذه العالمية!.

إقحام "المشاهد الجنسية" و"الشذوذ" في "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة"، وتوظيف وتعزيز "الصور النمطية" والمخيال الاستشراقي الغربي تجاه المجتمع العربي بدلا من تفكيكهما.. كل ذلك جاء مقحما وفجّا ومفتعلا وهزيلا بطريقة أضعفت الرواية ككل!.

"لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" هي النسخة الباهتة من "مديح الكراهية" وقد تم تشويهها و"تحويلها" (بما أنّنا في عصر التحوّل) لتلبية معايير غير إبداعية بالضرورة، تعني جمهورا غير سوري أو غير عربي بالضرورة!.

مرة أخرى، واسع الرحمة لـ "خالد خليفة" الشخص، وعظّم الله أجر أهله وخلانه وألهمهم حسن العزاء والسلوان.

ولكن "خالد خليفة" الروائي، شأنه شأن أي أديب وكاتب ومبدع آخر، باقٍ ما بقيت أعماله، وهذه الأعمال هي دائما موضوع للقراءة وإعادة القراءة والتحليل والتقييم والنقد.

قصة "خالد خليفة" مع "العالمية" ليست استثناء في السياق العربي، فمثلا يمكن قراءة أعمال "محمود درويش" الأخيرة أو مواقف وطروحات "أدونيس" الأخيرة من خلال هذا المنظور.

وكمثال آني وماثل وناجز، يمكن النظر لتجربة "أمين معلوف" الأدبية كحالة نماذجية لمبدع ركب موجة العالمية و"نقشت" معه، بما قد يستثير رغبة وطموح وشهية آخرين أن يحذو حذوه.

الكلام أعلاه ليس انتقاصا من موهبة وإبداع جميع الأشخاص المذكورين، بالعكس؛ هذا الكلام هو بطريقة من الطرق دعوة غير مباشرة لكل مهتم من أجل قراءة إبداعات هؤلاء الكتّاب، وتقييمها، وتكوين رأيه وموقفه الشخصي تجاهها بعيدها عن الأحكام المسبقة، أو التحيّز لأسباب قُطرية أو إثنية أو مذهبية أو فصائلية ضيقة، أو نزعة الوثننة (من وثن) أو الصنممة (من صنم) أو التأليه، وهي نزعة بشرية و"عالمية" طبعا، ولكنها قد تكون متأصلة بطريقة أكثر جذرية وحدّة في الثقافة العربية والعقل العربي!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :