الأردن مملكة السلام وحديث الملكة في بلفاست
د. عبدالله هزاع الدعجة
03-10-2023 10:51 AM
استطاع الحسين بن طلال الراحل العظيم رحمه الله، بكل معاني القيادة و الريادة و الكفاءة و الاقتدار، و بكل معاني الإنسانية الجامعة و الأخلاق السامية والتضحية والثقة بالله وبالنفس و بالوطن و بالإنسان الأردني ، من بناء الأردن ؛ الدولة و النظام والانسان و التاريخ و التشريع والسياسة الحصيفة و العرف و العادة و الهوية والحاضر و المستقبل الذي ميزالأردن على الدوام .
واستطاع الحسين قيادة الاردن ، خلال اكثر من أربعة عقود من زمان الحروب و الأزمات في الصراع العربي الاسرائيلي و الحرب الباردة ، بنجاح مميز لافت لأنظار العالم و منقطع النظير في الوقت ذاته ؛ موازنا بين الضغوط التي كانت على الأردن من قبل القوميين العرب و الاتحاد السوفيتي و الدول الغربية و الكيان الاسرائيلي ؛ إذ أدى ذلك إلى تحول الأردن في نهاية ال ٤٧ عاما من عهده إلى دولة حديثة مستقرة سياسيا و اقتصاديا و أمنيا و اجتماعيا .
وبذل الحسين الراحل العظيم رحمه الله ، جهودا كثيفة و متزايدة لحل القضية الفلسطينية خلال أطول مدة حكم في إقليم الشرق الأوسط مما أظهره بمظهر صانع السلام في أدق لحظات معاناته و مقاومته للمرض و أثناء تلقيه العلاج، و كامت جنازته الأكبر في التاريخ من حيث عدد زعماء الدول المشاركين في نهاية القرن العشرين .
هذا ما أشارت له جلالة الملكة رانيا العبدالله حفظها الله في قمة عالم شاب واحد في بلفاست، مؤكدة على التضحيات الجليلة للحسين الراحل العظيم رحمه الله في صنع السلام ومواصلة جلالة الملك عبد الله الثاني المعزز حفظه الله في استكمال نهج صنع السلام فهذه هي الرسالة الخالدة لملوك بني هاشم منذ فجر التاريخ .
واستلهم "الحسين الثاني" الأمير الشاب المحبوب ولي العهد الأمين حفظه الله ، كل ذلك التاريخ العظيم لجده الحسين الباني ، و ذلك عبر دراسته للتاريخ الدولي و تجاربه بكافة الميادين العسكرية و الاستراتيجة و الأمنية و التنموية التي صقلت شخصيته تماما لتنبئ عن قائد شاب متميز في القرن الواحد و العشرين من طراز رفيع من طراز القادة الشباب من البناة الأوائل في عالم الذكاء الاصطناعي و الاقتصاد الرقمي ، وهذه هي مدرسة الهاشميين التي تعد القيادة الكارزمية لانخراطهم في قضايا شعبهم و أمتهم منذ بواكير حياته و حتى بلوغه الثلاثين من عمره المديد بإذن الله، رحم الله الحسين الباني وجزاه الله خير الجزاء فما جزاء الإحسان إلا الإحسان ، وحفظ الله جلالة الملك عبد الله الثاني المعزز ، ووفق الله أميرنا الشاب المحبوب حسيننا الثاني وجه الخير و المحبة التي ورثها كابر عن كابر .