انتصار تاريخي لثورة تاريخية غير مسبوقة
سلامه العكور
14-02-2011 03:20 AM
وأخيرا..لقد قال الشعب المصري الشقيق كلمته وفجر ثورة تاريخية غير مسبوقة ضد ما اعتبره نظام حكم ديكتاتورياً مستبداً فاسداً ومتواطئاً.. مما أشعر أبناء الشعب المصري من الأحرار والشرفاء الذين ينتمون إلى أمتهم ويفخرون بعروبتهم بالمهانة وبالإستخفاف بإرادتهم الحرة..
لقد قمع نظام مبارك التظاهرات الحاشدة التي خرجت في القاهرة وفي المدن الأخرى احتجاجا على غزو العراق وعلى الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وعلى الشعب الفلسطيني الاعزل.. بل أغلق معبر رفح الذي يتنفس من خلاله أبناء القطاع بعد أن أغلقت اسرائيل جميع المعابر الاخرى لإحكام الحصار على مليون ونصف المليون فلسطيني والعمل على تجويعهم وحرمانهم من عناصر الحياة..
لقد حكم نظام مبارك الشعب المصري على امتداد ثلاثة عقود بالحديد والنار فغصت السجون في القاهرة وفي المدن الاخرى بالأحرار والأخيار من ابناء مصر.. كل ذلك للإستئثار بالحكم والتلاعب بمقدرات البلاد وبمواردها على حساب حقوق أبناء مصر في ثروة بلادهم..إن سياسة الظلم والجور ضد أبناء مصر وتشريد الملايين منهم في مختلف أنحاء العالم بحثا عن العمل بعد ان طغى حجم البطالة والفقر والحرمان على نمط الحياة البائسة في البلاد وبعد ان مارس النظام سياسة خارجية مخجلة لأحرار الشعب المصري ولطلائعه من الأخيار..كل ذلك فاقم الإحتقانات في نفوسهم إلى ان انفجرت بثورة تاريخية غير مسبوقة..
لقد خرج الملايين من أبناء مصر إلى الشوارع والميادين العامة رجالا ونساء ومن مختلف الأعمار وعلى امتداد «18» يوما مطالبين بتنحي الرئيس مبارك وبسقوط نظامه..وقد صمدت هذه الملايين مصرة على إنجاح ثورتها العادلة والمشروعة رغم تعرض الآلاف منها إلى نيران أجهزة الامن وإلى أساليب إرهابية..
أما اليوم وقد نجحت الثورة وسقط نظام مبارك وطويت صفحته بما لها وعليها وأشرقت إرهاصات تاريخ جديد تتحقق فيه تطلعات الشعب المصري وأمانيه في الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية وفي العودة إلى الإمساك بناصية قيادة الأمة العربية للذود عن قضاياها العادلة.. وإلى إحياء التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك وصولا الى تحقيق الإتحاد أو الوحدة العربية المرجوة..
وهنا ينبغي الإعتراف بأنه عندما خرجت مصر من دائرة الصراع مع العدو لإسرائيلي طمع الأعداء بأراضي أمتنا وبثرواتها وخيراتها وزادت غطرستهم وعربدتهم أمام ضعف المواقف العربية ووهنها..فاحتلوا العراق واعتدوا على لبنان وعلى غزة وتآمروا على الصومال وقسموا السودان ولم تنته اطماعهم بعد..
أما الآن وقد عادت مصر المحروسة إلى طليعة الصف العربي التحرري المقاوم للإستعمار وأطماعه فإننا نستبشر بغد مشرق عزيز تعود فيه الأراضي المحتلة والحقوق المغتصبة إلى أصحابها..وتعود لأمتنا هيبتها ومكانتها ودورها الريادي إقليميا ودوليا..
ويعرف القاصي والداني أن مصر قد تصدت تاريخيا لكل الغزاة الذين طمعوا بالخيرات والثروات العربية وألحقت بهم الهزائم بكل بسالة واقتدار..
(الرأي)