ثمة محاولات متواصلة لزعزعة الثقة الشعبية بالمؤسسات الأردنية الرسمية والعامة، اصابت نجاحاً تارة، ومنيت بإخفاق تارة أخرى.
وها هي فئة تتعربش على برنامج التطعيم الوطني المجاني العتيد العظيم، الذي حمى ويحمي صحة شعبنا من عشرات الأمراض السارية القاتلة والخطيرة مثل الشلل والجدري والحصبة والحصبة الألمانية والملاريا والسل والكوليرا والطاعون والرمد وغيرها.
ان التشكيك الذي صاحب حملة التطعيم الوطنية ضد الحصبة والحصبة الألمانية القاتلتين المزمع الشروع بها في مطلع الشهر القادم، قد أسهم بلا شك في اثارة مخاوف مشروعة، وأدى إلى قلق وذعر عدد من المواطنين على فلذات أكبادهم، والإعلان عن رفضهم تطعيم أبنائهم خاصة انه جرى الاعلان عن تطعيم إجباري للطلاب والأطفال دون انتظار موافقة الأهل، وهو ما يعني غصباً وجبراً !!
كان مهما وضروريا عقد المؤتمر الصحفي الذي بدأ الزميل الدكتور مهند المبيضين وزير الاتصال الحكومي عهده الميمون به، بمشاركة واسعة من المختصين وفي مقدمتهم الدكتور فراس الهواري وزير الصحة والدكتور عزمي محافظة وزير التربية والتعليم والدكتور نزار مهيدات مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء وممثلين عن نقابة الأطباء ومختصين في الأمراض المعدية والمطاعيم وطب الاطفال في مستشفى الجامعة الأردنية ومستشفى الاستقلال الذين أجابوا بوضوح عن الاسئلة الوطنية المتداولة حول حملة التطعيم الوطنية.
إنها معركة إعلام وصراع وصدام بين العلم والخرافة، بين المؤسسات الوطنية المحترفة المحترمة الراسخة، وبين المشككين الذين يجتزئون رقماً هنا وورقة هناك، على قاعدة {ويل للمصلين ...} !!
ومادة الصراع خطيرة.
فإن استجاب عدد من الآباء، وأصغوا السمع إلى المشككين، وأعرضوا عن الأطباء والعلماء الموثوقين، فقد ألحقوا الضرر ليس بأبنائهم فحسب، بل بعدد كبير من الأطفال الذين ستطالهم العدوى بهذين المرضين المعديين القاتلين، الحصبة والحصبة الألمانية !!
نثق كل الثقة بما قاله الدكتور عزمي محافظة: «فيروس الحصبة فتاك وقد يؤدي إلى الموت إن لم نتصدَّ له».
وهنا تعليق جامع للمخرج الكبير الأستاذ صلاح أبو هنود: «هي حرب نفسية مبرمجة تنال كل القطاعات والفئات، لتشويه العلاقة بين الدولة ومؤسساتها والشعب وشرائحه، وإفسادها».
الدستور