بعد حادث المنشية أخشى ما أخشاه أن يتم تصنيف مواطننا كالآتي : إما مواطن مسؤول، أو مواطن (مسهول)..وبالتالي عندما نخاطبه إما أن نطلب منه أن يكون بحجم المسؤولية أو أن يكون بحجم (المسهولية ).
لأنه لا يوجد أي ضمان - الى الآن- بعدم تكرار قصة الإسهال الأخير في مكان آخر، الشيء الذي سيضطرنا بأن نتعامل مع شرائح ( المسهولين) بنفس الجدّية والتقدير التي نتعامل فيها مع الأخوة المسؤولين ، بما في ذلك الجانب الإداري ونظام المكافآت والعلاوات والتقاعد .وكما يصرف الراتب الثالث عشر والرابع عشر للسادة المسؤولين لا بد أن يصرف "مغص في الاثني عشر" للسادة المسهولين. كما يجب على الحكومة أن تعقد ورش عمل وندوات توعوية دورية تحت مسميات مختلفة منها ( نحو مواطن مسهول ) ،( النهوض بالمسهولية الفاعلة ) ،( الكل مسهول أمام القانون) ، ( مهام المسهول أثناء وبعد ممارسة مسهولياته)..
**
من جانب آخر صرّح مصدر (مسهول) أول أمس :أنه قد ثبت أن الطفيليات الموجودة في مياه المنشية طفيليات مقاومة للمعقمات العادية ،أي أن ما تعتبره وزارة المياه (معقماً) لا يعدو أن يكون (معطّراً) للطفيل المحترم. وقد لاحظتم كيف "جفل" وزير الصحة عندما شاهد الطفيليات تسبح في عيّنة ماء تحت المجهر في التقرير الذي بثه التلفزيون ، كان هناك "طُفيلي نازل قدح كفوف" بابنه الطُفيل الصغير،كما هيئ لي – من تحت المجهر- أن هناك طُفيلياً "يرتدي دشداشة نصّ كم" ، وطفيلياً ثالثاً "كان يحلق لحيته" على سطح الماء الآسن..ورابع كان يبعث "مسج من موبايله" لأخيه في أم النعام الغربية يطمأنه عن حاله وأبنائه في منشية بني حسن...مما يدل على أن الخزّانات المغذية لم تنظّف منذ حرب البسوس على أقل تعديل ..
الخلاصة : بما أن السبب الوحيد الظاهر لغاية الآن في حادث التسمم والإسهال هو "الخزان المغذي " ، في الوقت الذي لم يعلن فيه أي مسؤول أو "مسهول" مسؤوليته عن ذلك ، فإننا نطالب بإقالة "الخزّان المغذي" من منصبه فوراً.
ahmedalzoubi@hotmail.com