facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




العقبة أمام عقبات


فيصل سلايطة
01-10-2023 02:37 PM

في كل عام، قبل وبعد اقامة حفل الفنان المصري عمرو دياب أو حتى قبل وبعد مهرجان جرش، تقوم الحرب الضروس في التعليقات والاراء حولها، الفئة الاولى لا تريد اقامة الحفل، لا تريد الموسيقى, لا تريد الغناء لا تريد الاحتفال, بينما الفئة الثانية تريد الموسيقى والحرية و السهر والفرح، فأين المنطق من هذه الفئتين, وهل توجد حلول وسط, وما هي الزاوية النفعية الاهم؟..

المنطق يقول أن يكون الانسان العاقل حياديا ، ويفكّر من مبدأ نفعي ، كيف ينتفع الاقتصاد الكلّي والجزئي، هل عندما نمنع حدثا رياضيا كان أو فنيّا سوف ينتفع المجتمع والاقتصاد أم قد يخسر؟، الجواب: بالتأكيد لا , سنخسر وسيذهب من لم يذهب في الداخل للتمتع في الخارج !..

في الجهة المقابلة، هل سيتفيد المجتمع والقطاع السياحي والمحال التجارية ووسائل النقل من هذه المناسبات؟، بدون ادنى شك , نعم
لا يمكن ولا بأي شكل من الاشكال أن نتقدم نحو الامام، أن نتطور ونحسن اقتصادنا إن التفتنا نحو أراء الفئة الاولى، فهذه الفئة تنظر لكل شيء من مبدأ وكلاء الله على الأرض, فهل هم منزّهون عن الخطأ؟، هل من انسان لا يخطىء ؟، ومن ثم هل تُقارن الاحتفلات بالاخطاء والكوارث الاخرى التي تقع في المجتمع, من قتل واغتصاب وغيره ؟ ..

هل تشق الموسيقى وحدة المجتمع كما تفعل بعض الجماعات في المباريات؟، فبعد كل مباراة تقع معارك طاحنة وأحيانا تزهق ارواح بسبب تعصّب بعض المشجعين!.. لما لم يخرج أحدهم ليطالب بمنع المباريات؟، في حين من يشوّهون روح المباراة واهدافها السامية هم من يريدون تجريم الموسيقى التي تسمو بالروح كما تسمو الرياضة بالجسد .

في تركيا العثمانية نوادٍ ليلية وصالات رقص و اختلاط أكثر من أمريكا, وشاهدت بأمّ عينيّ مراقص لا يفصلها عن دور العبادة سوى بضعة أمتار محدودة، أين تركيا من هؤلاء الناس؟، هم الذين هلّلوا لاردوغان أيام الانتخابات، لماذا لا ينتقدون هذه السياسة بينما ينحرون الافكار هنا ؟!، بل يسافرون لتركيا معتبرينها القِبلة السياحية الاولى التي تشبه عاداتنا, بينما تركيا تطبّق الفصل بين الدين والدنيا أيضا .

هذه الازدواجية لدى هذه الفئة بالمجتمع هي التي تجعل العقبة وغيرها من المناطق السياحية أمام عقبات التسويق السياحي ,فالسياحة لمن يستطيع ادارة ملفها هي النفط الابيض, هي المورد الذي لا ينضب لكنّه في ذات الوقت الذي يتأثر من هذه الافكار .

من الجميل جدا أن يعيش الانسان وشعور الايمان يحيط به, أن يربّي أولاده كما يريد, أن يذهب أينما ذهب, أن يأكل ما يريد ويكوّن علاقاته بالصورة التي يراها مناسبة, لكن الخطأ أن يظنّ هذا الفرد في المجتمع أن واجبه تغيير المجتمع كما يريد هو, وكأنّه هو الوصي المرسل من السماء, فلكل انسان حريته المطلقة, فمن أراد أن يذهب للصلاة فله الحرية, ومن أراد أن يذهب لمهرجان جرش له حريته, الوصاية الاخلاقية متى ما خرجت من باب المنزل تصبح تقييدا للآخرين, أمّا النصيحة التي تخرج من باب المحبة أو الانتقاد البنّاء الذي يبني, فهم أنفع للمجتمع .

الأهم في هذه القضية هي الزاوية النفعية, فالاقتصاد في العقبة وغيرها من المناطق الاردنية بحاجة لتسويق سياحي, فحفلة واحدة للمطرب المصري وغيره كفيلة لأنّ ترفد العقبة بالسياح وتحريك العجلة الاقتصادية بها, أما لمن يمانع من باب المنع القطعي فعليه أن يدلّنا على بنك ايمانيّ نستطيع منه تقوية الاقتصاد !..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :