رغم عدم شعورنا بالفراغ الدستوري الذي دام ثمانية أيام منذ التكليف السامي بتشكيل الحكومة ، أطل علينا الفريق الوزاري لحكومة معروف البخيت ، وهو يؤدي القسم أمام سيد البلاد، وبدا هذا الفريق يسير بخطى بطيئة ، " لا بل بطيئة جدا" .. إذ يهيأ للمشاهد بأن التراخي ، جاء من الجيوب المثقلة لبعض الوزراء ، والتي يبدو أنها تغص بعلب أدوية الضغط والسكري وارتفاع مستوى الدهنيات في الدم ، فالمتأمل جيدا يرى أن نصف أعضاء الحكومة الجديدة يقع في العقدين السادس والسابع من "خريف العمر" .

لا يختلف اثنان ، أن التجربة والخبرة مطلوبتان فيمن يتولى المسؤولية، وخاصة أن بعض النماذج أثبتت للحكومات السابقة اخفاق " وزراء الديجيتال" ،أو ما يعرف عنهم بالعامية " زلبطة " كناية عن حلق شعر رؤوسهم بطريقة أصبحت تطلق على موديل قصة الشعر "حلقة المستوزر" ، لكن الأمر الذي يؤرق من أستوقفه ذلك المشهد الذي جرى ببطىء شديد : أن الظروف الراهنة والتي تمر بها المنطقة العربية بحاجة إلى مشهد أكثر سرعة ، وهامات أكثر اعتدالا حتى يتحقق الإصلاح والتحديث الذي اتخذت الحكومة منه شعارا لها .

ونتوجه إلى رئيس الحكومة بالسؤال : ألا يحتاج التواصل مع الناس في الميدان وتلمس احتياجاتهم وقضاياهم إلى السرعة في الحركة ، ليتحقق شعارك في أول جلسة جمعتك مع الوزراء بعد أداء القسم ، وخاطبتهم آنذاك بقولك : " يجب أن لا تحجبنا مكاتبنا عن المواطنين " !..

إن عدم الحجب ، والتواصل مع المواطنين يحتاج إلى حركة دائمة ، وزيارات ميدانية متكررة ، لكن هل سيتمكن بعض وزرائك يا دولة الرئيس ، ممن أصابهم الوهن والضعف في الجسد من القيام بذلك ؟ ( مع الاعتذار لبعض كبار السن من الوزراء ) ، فهذه المرحلة بالذات بحاجة إلى حيوية في العمل .
وهل تعتقد يا دولة الرئيس ، أن هناك توافقا بين المسمى الذي أطلق على حكومتك عند تشكيلها بأنها " حكومة حراثين" ، حيث أن الحراثين يخرجون مع الصباح الباكر ، ويمتازون بسرعة الحركة ، وعملهم شاق ، لا بل شاق جدا ، لأنهم يتعاملون مع أصلب شيء ، ألا وهو الأرض ، وبذات الوقت أكرم شيء كونها مخزن العطاء .

.. ما علينا إلا أن نقول : الأيام بيننا ، ونأمل أن تأتي الخطى أكثر سرعة من حلف اليمين ، وتؤتي نفعا أكثر من تلك السرعة التي انعكست على مديونيتنا التي تجاوزت كل الخطوط ...
أتمنى أن تخيب ظنوني ، وأن يصدق اختيارك ، وعندها سألغي هذه المقال من سجلات كتاباتي واعتذر ....
وكلمة أخيره ، أقترح عليك دولة الرئيس : الطلب من وزرائك تسليم إشهار ذممهم المالية ، إلى جانب بيان حالتهم الصحية ، ليتسنى لك محاسبتهم ، ومتابعتهم صحيا ..
سهير جرادات
Jaradat63@yahoo.com