بدموع الفرح والبكاء وصيحات الاحرار في ميدان الشهداء ( التحرير ) بالقاهره وميادين النصر في كافة المدن المصرية خرج ابناء ارض الكنانه هبة رجل واحد لرحيل الطاغية والفرعوني مبارك بعد معاناة لثلاثة عقود اهان بها الشعب العربي المصري ابطال التحرير والفداء واصحاب المجد في التاريخ الاسلامي والفرعوني وغيره ليرسمو قصة في الثورة والتحرير ولا اروع سوف تتحدث عنها البشرية الى يوم القيامة .
فقد قام شباب مصر الشرفاء بثورة عظيمة حرروا فيها بلادهم من الطغيان والفساد وسيطرة رأس المال على السلطة ولقد كافح اهل مصر من اجل تحريرهم من نظام فاسد كان على رأس قمته رئيس فاسد سعى بكل ما يملك لتوريث الحكم الى ابنه وقد أسس المصريون المجاهدون من أجل الحرية نظاما ديمقراطيا سعيا لاقامة دولة مدنية قوية تحقق لابنائها حياة كريمة .
إن الاستبداد والإنسداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الشامل في مصر ، وبعد الانتخابات البرلمانية المزيفة المزورة بشهادة داخلية وخارجية ، في 28 تشرين الثاني – نوفمبر 2010 ، وتصاعد الغليان الشعبي في أرض الكنانة ، بالقمع الفكري والسياسي والأمني لجميع الأحزاب السياسية المصرية ، القومية والوطنية والدينية ( الإسلامية والقبطية النصرانية ) ، والتدهور الاقتصادي المتزايد والعبث بالأمن والأمان الاقتصادي الشعبي لجماهير الشعب المصري ، قد ساهم في إندلاع ( ثورة الغضب ) كثورة شعبية مدوية في الآفاق ، لإجتثاث الظلم والطغيان من ( الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ) الذي لا يحمل من الديموقراطية إلا اسمها النظري البائس الشنيع .
وقد استمدت هذه الثورة أو الانتفاضة الشعبية المصرية العارمة عنفوانها من الإرداة الصلبة لشعب مقهور سياسيا وأمنيا وعسكريا واقتصاديا ، على مدى حوالي ثلاثة عقود من الزمن ، وتحكم نخبة من الأثرياء من الزمرة الحاكمة ، الذين نهبوا البلاد والعباد وابقوهم ملاذا للفقر والحرمان والظلم في جميع المحافظات المصرية بلا استثناء .
والشعب العربي المسلم المصري ، بسوداه الأعظم من المسلمين وأقلية قبطية ، بتعداده المتوسط ، البالغ أكثر من 80 مليون نسمة ، يعيش حوالي 60 مليون نسمة منهم تحت خط الفقر بينما يتمتع المتنفذون بالترف والثراء المالي الكبير ، المتصاعد يوما بعد يوم ، صحا صحوة جماعية وانتفض معلنا اللعنة الشعبية على الزمرة الحاكمة التي عاثت فسادا وإفسادا في البلاد وفق نظام فرعوني ظالم بنسخة جديدة موالية للإمبراطورية الأمريكية .
وتجدر الإشارة إلى أن الثورة الشعبية الشبابية المصرية ، بعد إنهيار النظام المصري الفاسد ، سيكون لها تاثيرات محلية وعربية وإسلامية وإقليمية وعالمية جديدة ، سريعة أو بطيئة ، إن عاجلا أو آجلا ، لا نستطيع القول معها الا بالتهنئة والتبريك للشعب المصري على هذه الثورة التي نتمنى ان تكون فاتحة تحول نحو التغيير الايجابي في الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي لهذه الدولة الشقيقة .
bsakarneh@yahoo.com