المشير الطنطاوي هل سيسير على خطى سوار الذهب ؟!د.حسين الخزاعي
13-02-2011 03:46 AM
لا يختلف اثنان على المهارة العالية والخبرة الجيدة والحرص على البعد الانساني والنفسي والادارة الواثقة من نفسها التي ادار بها الجيش المصري واستطاع ان يمسك بزمام الامور ويستحوذ على صدارة الحدث والاحتجاجات التي بدأت يوم الثلاثاء 25 كانون اول الماضي ، ثم سرعان ما تحولت الى ثورة شعبية واعتصامات وعصيان مدني اجتاحت المحافظات والمدن المصرية كافة ، نقطة التحول في المواجهات من اصطدامات عنيفة وسقوط شهداء وجرحى اثناء الاشتباكات بين المحتجين والشرطة الى حالة من الترقب والهدوء والاحتجاج السلمي بدأت منذ دخول قوات الجيش المصري في مساء يوم جمعة الغضب ( 28/01/2011 ) وخروج قوات الامن المركزي والشرطة من قلب الحدث بعد تقديمهم لصورة قاتمة وسلبية ووحشية وغطرسة وبلطجة وعنف في التعامل مع المحتجين ، دخلت قوات الجيش المصري مساء يوم غضب المصريين ، اليوم الذي اعلن فيه الرئيس المصري فؤض حظر التجول في القاهرة والمدن الكبرى وشهد هذا اليوم سقوط عشرات القتلى وجرح ( 870) مصابا في اصابات مختلفة ما بين متوسطة وخطيرة وشديدة وبعض الحالات وصلت الى المستشفيات في حالة وفاة، دخل الجيش المصري بعد ان وصل الاشتباك ما بين قوات الشرطة والمتظاهرين الى درجة اطلاق الاعيرة المطاطية والحية على المتظاهرين، استقبل المحتجين عربات ودبابات الجيش المصري بالتصفيق والهتاف والالتفاف حول الجيش المصري في الوقت الذي قام فيه المتظاهرين بالاشتباك مع الشرطة وحرق عرباتهم ومراكز الامن التابعة لهم، ومنذ جمعة الغضب والجيش المصري يحافظ على الامن والاستقرار وحماية الشعب وحفاظ ارواح المتظاهرين بعد ان قال كلمته وتمسك فيها " بانه لا يسمح لاحد للاعتداء عليهم "، وهذا العقد الاجتماعي بين المؤسسة العسكرية والنسيج الاجتماعي في مصر حافظ على الصورة المضيئة المشرقة للمؤسسة العسكرية المصرية التي تتحلى بالاخلاق الحسنة والسمعة الطيبة وضبط النفس والهدوء والتوازن والتواصل الايجابي مع المتظاهرين، وتعامل الجيش مع الازمة بروح انسانية عالية بعيدا عن الاستفزاز والاستعلاء والفوقيه في التعاطي مع الاحداث، والسؤال الذي كان يدور في اذهان المحللين والمتابعين هل سيبقى الجيش المصري على الحياد ام سيكون له موقف حازم في الازمة؟ ، هل سيقف الى جوار رئيس الجمهورية على حساب الشعب المصري؟ ، ولكن دراسات تحليل المضمون المبني على دقة الملاحظة والخوض في تفاصيلها علمتنا ان نكون ندرس الحدث في مختلف مضامينه واشاراته ، فالمضامين والاشارات التي رصدناها منذ دخول الجيش المصري وانتشاره في شوارع ومدن القاهره كانت تركد بان الجيش سيتبع اسلوب طول النفس وسيكون له موقفا حازم في الوقت المناسب ، ولعل العبارات التي كتبها المتظاهرين على الدبابات والعربات العسكرية كانت تهاجم الرئيس المصري علنا " يسقط مبارك " وشاهدناها عبر الفضائيات ، هذه الكتابات لم تواجه النرفزة والعصبية من الجنود والضباط في الميدان ، والبلاغات كانت تصدر عن القيادة العسكرية كانت تؤكد بان الجيش حامي الشعب ولن يلحق الاذى في المتظاهرين، كانت هذه الاشارات تؤكد ان ساعة الصفر ستأتي ولن يطول امد الانتظار وهذا ما جرى على ارض الواقع فعندما صدر عن المجلس العسكري الاعلى في يوم الخميس وهو اليوم السابع عشر للثورة الشعبية البلاغ العسكري رقم (1) بعد اجتماع للمجلس العسكري الأعلى والذي تم بدون حضور الرئيس مبارك الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ونائبة عمر سليمان الذي هو عضو في المجلس منذ تسلمة دائرة المخابرات العامة في عام 1993، وعقد هذا الاجتماع بغياب " الرئيس " ينظر له من طرف المحللين بوصفه انحيازا لمطالب " الشعب الراغب " في تنحي الرئيس ، والقراءة المتأنية للبلاغ العسكري تؤكد صراحة وقوف الجيش مع ما اسماها ''مطالب الشعب المشروعة''، كان المتظاهرين ينتظرون بفارغ الصبر كلاما آخر ولكن المجلس العسكري والذي يضم في عضويته قادة عسكريون وفروع لوجستية واستخبارية وتوجيه معنوي يدرس الموقف بكافة تفاصيله، وترك البلاغ العسكري للمتظاهرين الاستنتاج لما سيكون عليه الموقف القادم وهي من باب علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع العسكري تسمى بالوجود الاجتماعي و الروح الاجتماعية للحدث والذي كان منصبا على مطالب الشعب المشروعة ، وهنا نلاحظ التلاحم والانسجام بين الجيش والشعب وسيادة الروح الاجتماعية فالجيش لم يكن بعيدا عن مطالب المواطنين ووصفها وصفا بالغا " بالمشروعة " ، والمتظاهرين كان مطلبهم بصوت واحد " ارحل ، ارحل " . وتجلت جرأة المحتجين ومحبتهم للجيش في اروع الصور عندما شاهد المحتجين المشير طنطاوي قادم لميدان التحرير يوم جمعة الرحيل (4/02/2011) وهتف المتظاهرون برحيل الرئيس حسني مبارك امام قائد الجيش ، وردد المتظاهرون هتافات تؤكد إصرارهم على عدم ترك الميدان إلى أن تلبى مطالبهم كاملة. وكانوا يردون عبارة "الشعب والجيش أيد واحدة". ومن وجهة نظري فان زيارة الطنطاوي لميدان التحرير كانت دافعا للتفكير جديا باخراج البلاد من عنق الزجاجة وتخليصها من حالة العصيان المدني عن طريق التفاف الجيش حول الشعب والذي هو مطلب الشعب ومصدر ارتياح له .
|
من صنع وشارك في مثل هذه ثورة يسهل عليه المتابعة واستثمار العقول والكفاءات المحيدة للابحار من جديد بروح العدالة الانسانية والمساواةوالحرية
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة