المهنية والاحترافية في العمل الإعلامي
فيصل تايه
30-09-2023 01:10 PM
لعل أهم ما يتميز بها الإعلامي أو الصحفي والذي يساهم في تطوير جودة عمله الإعلامي بشكل عام هي المهارات الإعلامية التي تتضمن المهنية والاحترافية واللذان هما عنصران أساسيان في المجال الإعلامي، ففي حين إن الاحترافية تشير إلى جودة العمل الإعلامي ومدى التزام الممارس للمهنة بمعايير الصحافة والإعلام والموضوعية والدقة في اختيار الرسالة الإعلامية والتي ترتبط بشكل وثيق بالمعرفة والخبرة ، نجد أن المهنية تعبر عن الالتزام الفعلي بأخلاقيات المهنة وفق أطر قانونية وأخلاقية محددة .
ما نشاهده ونسمعه ونقرأه في مجتمعنا قد يختلف، فمن المؤسف ان هناك خلطاً في استيعاب مسمى الإعلامي المتخصص الذي يمثل الفئة التي درست واجتهدت ومارست العمل الإعلامي ميدانيًا وتكونت من خلالها الخبرات المتراكمة التي جعلته قادرًا في صياغة الرسالة وتحديد الشريحة المستهدفة حسب النظريات الإعلامية في عملية الاتصال الجماهيري ، وبين الفئة الثانية المتمثلة بالمؤثرين أو المشاهير الذين يمارسون دورهم في تحديد المحتوى ونشره تحت إطار التسويق أو الإعلان سواء من خلال صناعة الموضوع أو اقتباسه، فهؤلاء لا يمكن تصنيفهم كإعلاميين أو صحافيين بل بالأحرى هم مستفيدون من التقنيات الإعلامية المتاحة والتكنولوجية الحديثة بهدف الانتشار والشهرة وقد يكون مصدرًا لكسب الرزق السريع .
لكن ما نتابعه ونراه عبر مختلف وسائل الاعلام ، العديد من النماذج التي تمارس المهنة بشرف رغم إن مؤهلاتهم ليس لها علاقة بالإعلام لكن تمكنوا من اكتساب الخبرة المهنية من المؤسسة الإعلامية التي عملوا تحت ظلها ، وأداء المهنة بكفاءة والالتزام بقواعد العملية الإعلامية ومعرفة تامة بأهمية المصداقية ومواثيق الشرف المهنية التي تحرص عليها كل المؤسسات الإعلامية، مع رجاءنا بأن يكون هناك حد أو تصنيفاً يفرز الأشخاص الذين يمارسون المهنة من غير المتخصصين وبين الذين يمتلكون قلمًا ورسالة حقيقية وأهدافا ثابتة تسهم في تطوير الفكر والتأثير في المجتمع وإثراء مجال الإعلام الوطني بما يتناسب مع أصول المهنة وأساسياتها المتعارف عليها وأن لا يكون مسمى «إعلامي» مبررًا للذين يلهثون خلف الشهرة والاستعراض.
ما وصلنا له اليوم ، ومع اجتياح التقنيات الإعلامية المتاحة قد لا يمكننا من حصر مدى الضرر الصادر من الذين لا يفقهون العمل الإعلامي ، والذين يعملون بصفة عشوائية قد تؤثر ويتأثر بها المجتمع بصفة خاصة لما يتناولونه من مواضيع وقضايا تثير الرأي العام من أجل بلوغ "الترند" والحصول على اكبر عدد ممكن من المشاهدات ، هذه الفئة التي يجب أن تنطبق عليها شروط وأحكام محددة حتى لا تتعارض مهنيًا مع المتخصصين الاحترافيين في المجال الإعلامي الذين يسعون دائمًا لتحقيق الأثر والتأثير في ما يخدم المصلحة العامة في المجتمع .
والله من وراء القصد