facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أرمينيا لن تكرر مشهد أوكرانيا ولا جورجيا


د.حسام العتوم
30-09-2023 10:41 AM

يصعب القول بأن أرمينيا ( هايك ) الدولة المستقلة عن الإتحاد السوفيتي كما أذربيجان باتت غاضبة لدرجة التفكير بتحويل بوصلة سياستها الخارجية صوب الغرب و حتى تجاه " الناتو " بسبب رفع روسيا الإتحادية يدها و رغم تواجدها العسكري فيها عن قضية ضم إقليم " ناغورني كاراباخ - أرتساخ " لسيادة أذربيجان مؤخرا و حديثا هذا العام 2023 ، وهو المتنازع عليه بين أرمينيا و أذربيجان منذ ثلاثين عاما ، فالموقع الجيوسياسي و الإستراتيجي لأرمينيا حساس جدا بسبب قربه من روسيا الإتحادية ومن أذربيجان ، و درس جورجيا – سأاكاشفيله عام 2008 و أوكرانيا عامي 2014 و 2022 و حتى الساعة قاس و معبر ، و يعطي إشارات تجاه متانة الموقف الروسي من كافة الأحداث الجارية ، و الموقف الدولي شائك أيضا خاصة بعد إندلاع العملية الروسية الخاصة بتاريخ 24 / شباط / 2022 و إجتياحها لمنطقة " الدونباس " الأوكرانية السابقة ، و بعد ضم روسيا سابقا لإقليم " القرم " عام 2014 ، و أرمينيا ليست كازاخستان و لا بيلاروسيا من حيث القوة الإقتصادية و العسكرية ، و الجيش الروسي مرابط وسط أرمينيا رغم عدم تدخله مباشرة في حدث " غورني كاراباخ " ، و قوات حفظ السلام الروسية تقدم المساعدات الإنسانية لأرمينيا و لنازيحيها ، و لا تصغي روسيا لأصوات التشكيك في المقابل ، بحدوث شرخ في العلاقات الروسية الأرمنية بعد مسألة " كارابخ " ، و انشغال روسيا في الحرب الأوكرانية ومع " الناتو " بالوكالة جعلها تغض الطرف عن الأجتياح الأذري للكاراباخ ، وأن لا تعطيه أهمية أكبر من حجمه .

ما يجري الان على الأرض بين أذربيجان و أرمينيا هو تطبيع للعلاقات الخارجية بجهد منفصل لكل من روسيا العظمى و الولايات المتحدة الأمريكية ، و لفرنسا بإسم أوروبا ، ووحدة الأراضي الأرمنية أصبحت تعني أرمينيا من دون إقليم " الكارابخ " ، و الأراضي الأذرية غدت تعني أذر بيجان و غورني كاراباخ ، و حراك العلاقات الروسية – التركية الإيجابية ساهم في صناعة النصر الأذري التاريخي ، و المعروف بأن روسيا إقتربيت كثيرا في الفترة الأخيرة من تركيا في موضوع صفقة الصورايخ الدفاعية C400 ، و في السياحة و ناتجها الملياري الدولاري ، و في موضوع تحريك إتفاقية الحبوب و السماد الروسية – الأوكرانية عبر تركيا ، و حول موضوع تمرير مادة الغاز إلى أوروبا عبرها أيضا ، و إعطاء مجال لتركيا لتلعب دور الوسيط مجددا بين روسيا – موسكو و أوكرانيا – كييف للوصول إلى سلام ما بعد إتفاقية " مينسك " التي تجاوزها الزمن ، و رغم أن الحرب الأوكرانية لم تنتهي بعد و يراد لها في الغرب الأمريكي أن تحول إلى نار خالدة ، و تريد لها روسيا أن تحقق هدف عمليتها العسكرية المتمثل في تطويق و سحق التطرف الأوكراني البنديري و منه السلطوي ، إلا أن حرب " الكاراباخ " إندلعت و لا زالت أثاراها سلبا و إيجابا ماثلة حتى يومنا هذا ، و سبق لروسيا أن حمت أرمينيا و الكارابخ عبر ثلاثة عقود زمنية خلت ، و أن أوان تثبيت أحجار السياسة و الأقتصاد بين روسيا ، و أمريكا ، و باقي دول الغرب ، و الصين ، و إيران ، و أرمينيا ، و أذربيجان ، و تركيا ، في أماكنها .

تمثل أرمينيا منطقة حيوية وسط أوروبا الشرقية و أسيا الغربية ، وهي بلد الأستثمار المفتوح ، و تتربع على المركز ( 38) بين ( 190 ) دولة على مستوى البنك الدولي ، و لديها إتفاقية طاقة شمسية كبيرة مع أبو ظبي منذ عام 2023 ، و علاقة أرمينيا مع إقليم غورني كاراباخ عاطفية و تاريخية ، لكن التاريخ لا يتعامل مع العاطفة ، و أعاد الأقليم لمكانه الطبيعي و أعتبره جزءا من أذربيجان ، و الصراع حوله قديم منذ القرن 19 ، بعد معاهدة ( جولستان ) للسلام عام 1813 ، ومعاهدة ( تركمانجباي ) عام 1828 بين الأمبراطوريتين الروسية و الفارسية ، و تمكن الأتحاد السوفيتي عام 1917 بعد الثورة البلشفية من توحيد صفوف أذربيجان و أرمينيا تحت لواءه ، و التاريخ الحقيقي لإرتباط غورني كاراباخ بأذربيجان يعود لتوجه قاده الزعيم السوفيتي الجورجي الأصل جوزيف فيسيريونافيج ستالين ، لكن الأرمن طالبوا بإستقلاله عامي 1987 و 1988 ، و تطور الطلب إلى صراع ميداني مع إنهيار الأتحاد السوفيتي عام 1991 ، و شكل إغلاق ممر ( لاتشين ) من طرف أذربيجان صعد الأزمة ، و أعتبرت كافة الوساطات الدولية بما فيها الروسية و الأمريكية ، و الغربية ، و التركية غير محايدة ، و امتلك الصراع بين أرمينيا و أذربيجان إتفاقية تحت إسم ( مينسك ) عاصمة بيلاروسيا عام 1992 ، و التي تكرر إسمها بين روسيا و أوكرانيا و بمشاركة فرنسا و ألمانيا ، و لم تنجح الأولى و لا الثانية .

ولقد اعتبر الرئيس فلاديمير بوتين قضية ضم أذربيجان لإقليم كاراباخ في تصريح حديث لسيادته ، بأنه مرتبط بإستقلال أذربيجان عن الأتحاد السوفيتي عام 1991 ، و استمرت روسيا في معالجة الأزمة الإنسانية التي نجمت عن عملية الضم عبر نزوح أعداد كبيرة من الأرمن تجاه وطنهم الأصيل ، و روسيا اليوم ، و التي هي مستقلة و عظمى ، تتقدم المنظومة السوفيتية السابقة ، و لديها إتفاقية دفاع مشتركة معها حتى على المستوى النووي العسكري ، خاصة بعد تفكك ليس الأتحاد السوفيتي عام 1991 وإنما حلف ( و ارسو ) العسكري الشرقي أيضا الذي تأسس عام 1955.

وشخصيا أعتقد بأن عملية ضم الكاراباخ بقوة السلاح من قبل أذربيجان ستضفي على الأقليم صفة الديمومة في الأطار الأذري ،ولن تعود الأمور لمد و جزر و كر و فر بين أرمينيا و أذربيجان ، و روسيا كما تركيا تحديدا يشكلان الحاضنة الضامنة ، و أصوات أمريكية غربية و حتى إيرانية تدفع بنفس الأتجاه ، و من يعتقد بأن الحرب ( الروسية – الأوكرانية – و مع ( الناتو ) بالوكالة ) إستنزفت روسيا أكثر من أوكرانيا ( كييف ) ، و أكثر من دول الغرب و (الناتو) بقيادة أمريكا يخطئ ، لدرجة أن روسيا لغاية الان تعتبر الحرب عملية عسكرية محدودة خلف الحدود و على الأطراف ، و هي أصبحت الان مشغولة بإعادة البناء إلى جانب العملية الروسية الخاصة ، و حققت نجاحات عسكرية كبيرة في (القرم والدونباس) و عبر صناديق الأقتراع ، و ما خسره الغرب بعد توريط أمريكا له من مال و سلاح حديث و بحجم زاد عن 200 مليار دولار يدفع من خزائن الغرب مجتمعا ، و ( كييف – زيلينسكي ) المدللة في الغرب تطلب المزيد ، و أصبح الرئيس زيلينسكي الحاكم الرسمي للغرب الأمريكي ، و أصبح الغرب نادلا في بلاط سيادته ، وكل هذا وذاك لم يعيق تفرغ روسيا لتفكيك مشاكل الأقليم الكبير السلافي و السوفيتي السابق ، و نجحت روسيا أكثر بتشكيل عالم متعدد الأقطاب مثل شرق و جنوب العالم ،و اهتمام روسي خاص بعدالة القضية الفلسطينية الواجب أن تجد مخرجا أمنا يضفي لحل الدولتين و لترجمة حقيقية عادلة لقرار الأم المتحدة 242 الذي يطالب ( إسرائيل ) بالعودة إلى حدود الرابع من حزيران لعام 1967 .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :