أمسية شعرية بمناسبة المولد النبوي في منتدى البيت العربي الثقافي
29-09-2023 06:32 PM
عمون - أحيا عدد من الشعراء في منتدى البيت العربي الثقافي أمسية شعرية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف مساء الخميس الماضي.
قدم الشعراء: محمد خضير، بديع رباح وشفيق العطاونة عددا من قصائدهم بهذه المناسبة العطرة، في احتفال أداره الزميل محمود الداوود وحضور عدد من الشعراء والأدباء وأعضاء وزوار المنتدى، تخلل الاحتفال عرض مدائح نبوية عبر الفيديو.
البداية كانت مع الشاعر بديع رباح الذي قرأ قصيدتان، كانت الأولى بعنوان "في يوم مولدك" جاء فيها:
وُلد الحبيبُ فأسْعدَ الأقواما، صلـّوا على خيرِ الأنام إمامـــــــا/ في هذه الذكرى يطيب كلامنا، فهو الأحق بما يطيبُ كلامــــــــا/ في عيدِ مولدهِ نزيدُ صلاتَنــا، وبها نلوذ ونستزيدُ غراما/ قد جاء بالنورِ المبين لعالـــم، فأشاع فيهِ محبة وسلامـــا/ لولاهُ ما زلنا بظلم جائـــــرٍ، نَـئِـدُ البناتِ ونقطـعُ الأرحامــا/ لولاهُ ما زلنا بجهل مُطبــق، نأتِ الحرامَ ونعبدُ الأصنــامَـــا/ لولاهُ ما نِـلنـا الفضائلَ كلَّها، لولاهُ ما عرفَ الورى الإسْلامــــــا/ فبدون هديكَ سيدي لا نرتقي، وبدون هَدْيكَ لنْ نكونَ كراما.
وفي القصيدة الثانية بعنوان "في ذكرى المولد" جاء:
رسول قد أنرت لنا القلوبا// ويا مَن قد علوت الكون طيبا
غمرت قلوبَنا بالحُبّ حقا//وكنتَ بهديك السامي طبيبا
أتيت لنا بقرآنٍ مجيدٍ// فكنت لنا بذي الدنيا حبيبا
رموز الشعر مهما قد أجادوا// فلن يصلوك بل باتوا قريبا
فبعد الله لا يعلوك حبٌّ// فإن هواك قد ملكَ القُلوبا
ثم قدم الشاعر شفيق العطاونة ثلاثة قصائد حملت الاولى عنوان "أحمد" جاء فيها:
على حدِّ الحقيقةِ والمجازِ، تجلّى سرُّ أنوارِ الحجازِ/ ففي البطحاءِ كان الغيمُ رَتْقا، ومكّةُ ترتدي ثوبَ الجنَازِ/ حجارتُها تئِنُّ وما علاها، سوى الشّيطانِ أوردها المخازي.
وأضاف: وكان الطّهرُ يهفو لالتقاءٍ، بغارٍ ليس تهتكُه غوازِ/ وبين عِجافها كان التماسٌ، لفجرٍ طاردٍ عَرْكَ المغازي/ أتاها عابقَ النّفحاتِ نهرا، على أكَمَاتِها الغُرِّ النّوازي.
وفي القصيدة الثانية التي جاءت بعنوان "القرآن الكريم" وهو معجزة النبي عليه الصلاة والسلام قال العطاونة:
يظلّلُنا بخيراتٍ كِثارٍ، ويجني من طُلاوتِه الثّقاتُ/ على حَلَقاتِه جُبِلتْ نفوسٌ، وأفئدةٌ سَقَتْها المَكرُماتُ/ تلونا آيَهُ بخشوعٍ قلبٍ، فأينعَ زرعُنا ونما النّباتُ/ وبالأخلاقِ هذّبَنا فزدْنا، وما نَقَضَتْ عُراهُ العاصفاتُ.
وجاءت القصيدة الثالثة بعنوان "اركض برجلك- أيوب الكنعاني" ومما جاء فيها:
"اركضْ برجلِك" وادفعْ شهقةَ الألمِ، فالماءُ بلّ صدى "أيوبِهِ" السَّقِمِ/ "اركضْ برجلِك" لا يغرُرْك نفرتُهم، ما عاد في القوم ميراثٌ لـِ"مُعتصمِ"/ "اركضْ برجلك" لا ماءٌ يطهّرُنا، أو ينقذُ البحرَ من قرصانِه النّهِمِ.
واختتم الاحتفال مع الشاعر محمد خضير الذي قدم قصيدتان جاءت الأولى بعنوان "أم المؤمنين خديجة بنت خويلد" جاء فيها:
"هيَ أُمُّنا، في كلِّ نازلَةٍ عَلَتْ، هيَ خيرُ عاقلَةٍ، وأوّلُ مَنْ ثبَتْ/ هيَ أوّلُ امرأةٍ توضَّأ قلبُها، بالحُبِّ والإيمانِ لمّا صَدَّقَتْ/ رجُلًا تحنَّثَ في "حِراءَ" وجاءَها، برْدانَ يرجفُ كالعَليلِ، فدثَّرَتْ/ ألقَت عليهِ كلامَها في خِفَّةٍ، رَطِبًا يخالطهُ الحَياءُ، وطمأَنَتْ:/ والله لا يُخْزيكَ ربُّكَ بعدَما، أقريْتَ ضيفَكَ في مَنازِلَ أمْحلَتْ/ تَصِلُ القريبَ وتُكسِبُ المعدومَ، هلْ عَرفَتْ شِمالُكَ ما يمينُكَ أنفقَتْ!".
والقصيدة الثانية كانت بعنوان "سؤالُ الغيْب (من حِراء إلى السّماء) وجاء فيها:
"دَنٰا أجلي، فَأنكَرني عَذولُ، وجسْمِي باردٌ، قَلِقٌ، نَحيلُ/ كأنَّ العُمْرَ ماءٌ فوقَ كَفٍّ
إذا ارتجَفتْ أصابعُها يَسيلُ/ ويُمسي محْضَ ذكْرىٰ مِن كلام، ويُنْسَىٰ كلَّما اتَّسَعَ الرَّحيلُ/ سألتُ الناسَ: هلْ أُنْسَىٰ؟ أَجابوا: عبيرُ الورْدِ يَمْحوهُ الذُّبولُ/ فما أَحَدٌ أَصَابَ الخُلْدَ ذِكْرًا، كَمَن ضَحِكَتْ بِمولدهِ الطُّلولُ/ يتيمٌ قدْ بَراهُ الفَرْدُ فَرْدًا، بِلا أمٍّ، ولا عَمٍّ يُقيلُ".