مؤتمر العرب الاقتصادي والاجتماعي الثاني!!! (2-2)
د. سحر المجالي
12-02-2011 05:03 PM
على مدى العقود العشرة الماضية لم تستطع الأمة العربية أن تستثمر معاني الوحدة التي تتمتع بها، لتصل ، ليس للوحدة-الحلم، بل لمرحلة علاقات طبيعية بينية بعيدة عن الريبة والشك والإسقاط والإتهامية. مرحلة أقرب إلى الحالة العلاقاتية بين الأقطار العربية وجيرانهم، شرقاً وغرباً. وإذا كانت الحالة العربية ميؤوس منها وعلى هذه الشاكلة، فهل يمكن لملياري دولار التي أقرتها القمة الإقتصادية والاجتماعية العربية الثانية التي عقدت في شرم الشيخ المصرية (20-21/1/2011) قبل الأحداث الأخيرة التي اجتاحت مصر المحروسة، أن تسفر عن شيء أو نتيجة تذكر في الحياة الاجتماعية والاقتصادية العربية المتردية؟؟، وهل يستطيع هذان المليارين أن يقفا حائلاً أمام التخلف الاقتصادي العربي والغلاء وسيادة مقولة « حارة كل من ايده اله» واستشراء الفساد والمحسوبية والظلامية وغياب الشفافية؟؟.
لقد توحدت أوروبا اقتصاديا وسياسيا بعد توحدها اجتماعيا وعقيديا في أعقاب عصر النهضة، وجعلت الشعوب الأوروبية من مبادئ المسيحية الركيزة الرئيسة والأساسية للم شملها بعد عصور الظلام و التخلف والجهل التي سادت في العصر الإقطاعي إبان تحالف الأخير مع الكنيسة. في حين، لا للعروبة ولا الإسلام ولا وحدة الدم وحق الجيرة وصرخات أبي ذر الغفاري وعلي بن أبي طالب والمهلب بن أبي صُفرة، استطاعت أن تجعل لهذه الأمة أرضية مشتركة حقيقية تبني عليها أسس مستقبل أجيالها، لا اليوم ولا الغد.
انني، كعربية أئن تحت وطأة تخلف هذه الأمة وتراجع دورها الحضاري والإنساني بل اندثاره، خجولة من ملياري دولار لإنقاذ اقتصاد امة ومعاييرها الاجتماعية، أمة تربو على الثلاثمائة وخمسين مليون، في اللحظة التي يساهم فيها رجل أعمال غربي واحد بمثل هذا الرقم أو يزيد، في ميزانية جامعة من جامعات الغرب او حتى جمعية خيرية في ريف «مانشستر» او «منهاتن»!!!.
أن الأمة العربية اليوم تعيش ضمن إطار خطر الصهيونية وخطر الاستلاب الحضاري والثقافي والعقيدي، وخطر الطائفية والتمزق، وخطر أكثر من 14 مليون عامل أجنبي وافد، لكن الخطر الأعظم هو خطر الجوع والفقر والتخلف الإجتماعي. وبالرغم من كل مؤشرات الخطر والتلاشي التي تواجه أمتنا وأجيالها، ما زلنا نراوح مكاننا ونعتمد على بعض التقارير المطمئنة و» المؤكدة» على أن أمتنا تعيش في أحسن حالها ، والعرب في « قمره وربيع»!!!.
أتمنى على العرب أن يعيدوا حساباتهم، وان يكونوا جادين في مواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها الأمة العربية، لان « تسونامي» التغيير إذا ما قدر له أن يبدأ، وهو قد بدأ فعلاً ونعيش هذه الأيام مجرياته ونتائجه، لن يبقى ولن يذر، وان صرخة علي بن أبي طالب ما زالت قائمة ولم تمحوها الأيام حينما تعجب قائلا «...أعجب لرجل لا يجد قوت يومه...كيف لا يخرج للناس شاهراً سيفه ..»؟.
أيها الأغنياء ارحموا الفقراء والمحرومين، واعلموا بأن الدنيا دول، وتذكروا قوله تعالى:» يعز من يشاء ويذل من يشاء».
ولنعلم جميعا بأن امتنا في مركب واحد ، غنيها وفقيرها ..قويها وضعيفها، وبالتالي فإننا نأمل أن تكون نتائج القمة العربية القادمة قادرة على تلبية طموح الإنسان العربي، المحبط اقتصادياً والمستلب اجتماعياً وثقافياً...والضائع فكرياً...!!!
Almajali74@yahoo.com
(الراي)