للمرة الثانية في الكويت ، خلال سنة ، ولثاني مرة نكتب الكلام نفسه ، فقرار رجل واحد يودي بالامة الى كوارث ، حيث غزو الكويت الذي ادى الى احتلال فحرب تحرير ، ثم حرب احتلال مقابلة ، فحصار ، فحرب ثانية واحتلال جديد ، وحرب أهلية ، والحبل على الجرار.
ومن المحزن جدا ان يتقلص عدد العرب العاملين في الكويت الى درجة عدم سماع اللغة العربية في الشارع. ومن المحزن ، ايضا ، ان نشعر بمرارة الكويتيين مما جرى على الرغم من مرور اكثر من خمس عشرة سنة على الاحتلال ، ونراهم يعتبرونها وكأنها جرت بالأمس فقط ، وهذا بالضرورة من حقهم.
وتمتلك الكويت تراثا مليئا بالعروبة ، فالمجلة التي سيطرت على الشارع العربي حملت اسم العربي ، وتلك ليست مصادفة. وقدمت الكويت مساعدات مالية الى كل الدول العربية ، وفي وقت ما كانت الكويت مربط خيل المقاومة الفلسطينية ، وأغلب قياداتها والتاريخيين بدأوا هناك ، وفي يوم كانت الصحافة الكويتية الافضل في العالم العربي ، وفي مطلق الأحوال فالكويتيون ظلوا يعلموننا دروس العروبة.
ما جرى قبل سنوات كثيرة لا ينبغي أن يكون عنوانا لسنوات مقبلة ولا بد من عودة الكويت عنصراً تغييريا في المعادلة العربية لا مجرد متفرج عليها