القوى الكبرى وصراع المصالح
علي القيسي
27-09-2023 11:02 PM
هناك أسئلة كثيرة يطرحها الإنسان العربي على نفسه كل يوم ولا يجد لها جوابا أسئلة لاتتعلق بالفلسفة ومتاهاتها ،ولا بالقلق الوجودي الذي ينتاب عقول المفكرين والكتاب ، أسئلة موجهة إلى أكثر من جهة ولكن كلها تصب في حالة الانهيار الذي يعم العالم العربي من محيطه إلى خليجه ،،تساؤلات مشروعة لا تمس السياسة أو الأديان ولا تتجاوز التابوهات ،،ما الذي يحدث ؟ في هذه المنطقة من العالم ، لماذا منذ وعينا على الحياة ،،وعدم الاستقرار والقلق والتوتر وتوقع الأسوأ لايغيب عن عقول الناس وتفكيرهم ؟ من يخلق هذه الأجواء ويجعل حياة الناس في تشاؤم وخوف دائم من الحاضر والمستقبل ؟.
فلا نسمع سوى الاخبار السيئة ، ولانفكر سوى في القادم الأسوأ ،أنا لاأستطيع الكتابة بصراحة في هذه المواضيع التي يعتبرها الرقيب خطوطا حمراء ،أحاول الترميز والتمويه والحذر ،فانا أعلم ما هو المسموح وما هو الممنوع ،،في الكتابة للجمهور ،،أقول أن العالم كله يعاني ،وليس عالمنا العربي ،وشعوبنا العربية ،نحن في عصر مختلف تماما عن العصور الماضية ، فالعالم الآن غير عالم الخمسينيات وما بعده ،، العالم يتغير بسرعة غير طبيعية ،،والسياسات الكبرى مربوطة بالاقتصاد الهائل ،،والقوى اليوم ليست القوى التي كانت سابقا ،،والصراعات اليوم ليست كمثل الصراعات القديمة أبان الحرب الباردة ،السياسات الدولية تعمل بالمصالح المتبادلة ،،وليس بالقيم والمبادئ والأخلاق الفاضلة ،لايوجد شيء أسمه أخلاق ومبادئ في السياسة العالمية والإقليمية ،،هذا زمن المصالح الكبرى ،والقوة العظمى ، والتكنولوجيا الأسطورية ،،والمال الخيالي ،،والاطماع التي لأحدود لها ،،هذا العالم خرج عن السيطرة الإنسانية والأخلاقية ،،وهو في انحدار مريع ،، نعم نحن في مرحلة تاريخية صعبة للغاية ،،والأسئلة المنطقية و الحقيقة والحق الماثل لايقنع أحدا ،، فتلك القوى التي تتحكم بالعالم لايهمها سوى مصالحها ،،فنحن أمام تحديات ليس لنا القدرة عليها ،، سوى اللجوء إلى الإيمان بالله ومحاولة التشبث بهويتنا العربية والعودة إلى ثقافتنا العربية والإسلامية ، وأن نعي وندرك خطورة ما تفرزه الصراعات الدولية على دولنا العربية فنحن الحلقة الأضعف في هذا الصراع الدولي المجنون.