نائب الرئيس المصري عمرو سليمان يقول انه لا يمكن للتظاهرات في ميدان التحرير الاستمرار الى مدة اطول، وان الرئيس مبارك لن يرحل !!

هذا الكلام ماذا يعني ؟!!..هل يعني ان الجيش سيتدخل لمنع المتظاهرين من دخول ميدان التحرير او منع التظاهر بالقوة العسكرية ام اطلاق عناصر اجهزة الامن لممارسة دورها في منع حق التظاهر في العاصمة وفي المدن الاخرى ؟ ام ان عمرو سليمان يعني بكلامه ان ثمة اتفاقا ما قد تم التوصل اليه مع قادة الشباب المتظاهرين ومع جميع احزاب وقوى المعارضة السياسية؟!.

ان تصريح عمرو سليمان يثير المخاوف على امن مصر واستقرارها.. فلربما يعني ان السلطة ستلجأ الى استخدام العنف ضد المتظاهرين اذا ما اصروا على التظاهر ومواصلة مطالبهم التي قال الرئيس مبارك نفسه انها مشروعة.. وهذا حل اذا ما فكرت السلطة في اللجوء اليه انما ينطوي على فتنة لا يعرف مدى عواقبها الوخيمة الا الله تعالى.. ومثل هذا الحل الذي طالما استخدم سابقا من شانه زيادة الاحتقانات في نفوس المواطنين من ابناء الكنانة، وبالتالي زيادة اسباب الاحتجاج والغضب على نظام الحكم هناك..

ان التحدي بين اطراف الازمة وركوب موجة العناد واصرار كل طرف على التمسك بموقفه انما يكلف مصر غاليا وعلى مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية..

وفي نظرة واحدة الى الخسائر الاقتصادية التي اعلن عنها البنك المركزي هناك يمكن ادراك الخسائر الهائلة التي تكلف الاقتصاد الوطني المصري..

وبعودة سريعة الى المواجهات التي نشبت بين المتظاهرين وبين انصار الرئيس مبارك في الايام الاولى للانتفاضة يمكن استنتاج المخاطر الجسيمة التي يمكن ان يتعرض لها النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية بين ابناء الشعب الواحد.. ومن يدري فقد يؤدي استمرار هذه الازمة-المحنة-التي هزت دول المنطقة ودول العالم باسره الى نشوب خلافات غير مسبوقة بين الدول العربية..

واذا ما امعنا النظر في تصريحات قادة اسرائيل واقطاب الادارة الامريكية والعواصم الاوروبية نلاحظ فورا ان ازمة مصر الشقيقة اذا ما لجأت اطرافها الى المواجهات والى العنف، فانها ستلقي بظلالها على اوضاع المنطقة امنيا وسياسيا واقتصاديا.. وكذلك على الوضع الدولي..

ان العاقل ينبغي ان يحترم ارادة الشعب المصري في الاصلاح وحتى في التغيير.. فهو صاحب الحق في تقرير مصيره واختيار قيادته بنفسه..

ولا يجوز فرض نظام حكم عليه بعد ان جربه وراى انه لم يحقق له مطالبة وامانيه في التقدم وفي العيش الكريم ؟!..

(الراي)