من مياه هذا البلد الطيب نشرب، ومن طيبات أرضه نأكل... فبلدنا الغالي هذا يمثل لنا الحضن الآمن الذي يغلف حياتنا اليومية بكل ما فيه من موارد ومصادر طبيعية؛ لذا يتوجب علينا جميعاً المحافظة والحرص على كل ممتلكاته ومصادره بما فيها الموارد المائية!.
تعتبر مشكلة نقص المياه من أخطر الأزمات التي تؤرق الكثيرين منا، نظراً لما تحمله من خطورة على مستقبل أبنائنا، ففي ظل الزيادة السكانية وما يصاحبها من تزايد في الطلب على المياه العذبة مع بقاء المعروض ثابتاً.. تصبح قضية المياه بحق قضية فناء أو بقاء!!.
وفي هذا السياق تحذر الدراسات والتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة من وجود نقص شديد للمياه في منطقتنا نتيجة للتغير المناخي والري الجائر والإهدار؛ مما يجعل المياه لدينا في وضع حرج يحتمل أن يؤدي بنا في المنطقة إلى زيادة الاضطرابات والصراعات على المصادر... فالمياه هي جزء من منظومة مجتمعية ثابتة تحدد مستوى الاستقرار لدى الشعوب... كما أن للمياه ارتباطا وثيقا بتحديد مستوى أسعار الغذاء والطاقة؛ مما يؤثر مباشرة على حياة المواطن اليومية!.
الإزدياد السكاني الذي يتخطى حدود النمو الطبيعي للشعوب يعتبر من أهم المشاكل التي تساهم في شح المياه لدينا، بحيث يزداد الطلب على المياه بما يفوق حدود التزويد المائي المتاح... فالمصادر المائية المتاحة حالياً تغطي 75% فقط من الإحتياجات الفعلية للاستعمالات المنزلية والصناعية والزراعية، ويتوقع إنخفاضها إلى 50% خلال العشر سنوات القادمة إذا بقي الإزدياد السكاني على ما هو عليه.
السحب الجائر والكبير للمياه الجوفية يعتبر أيضاً من أهم المشاكل التي تهدد مستقبل أمننا المائي... فالسحب الجائر للمصادر الجوفية أدى إلى إستنزافها بصورة خطيرة، بحيث وصل فيها السحب السنوي الى ضعفي الكمية التي تصلها من الأمطار، غير متناسين أبداً أن أغلبية مياه الشرب لدينا مصدرها جوفي.
بالترشيد فقط نملك زمام الأمور ونبقى في الجانب الآمن للمحافظة على كنز الوطن الأثمن ألا وهو «الماء»... لذا فمن الضروري جداً تغيير السلوكيات لدى فئات المجتمع الأردني بكافة قطاعاته تجاه الإستعمال الأمثل للمياه، ولنبدأ التغيير من داخل بيوتنا بحيث نقوم بالترشيد عن طريق إدخال قطع ترشيد إستهلاك المياه في جميع مرافق منازلنا... فقد أثبت الدراسات العلمية بأن تركيب هذه القطع في المنازل والمنشآت يوفر كميات من المياه تصل الى 50% دون التأثر على أريحية الاستخدام، إذ تقوم هذه القطع بخلط الهواء بالماء لإعطاء النتيجة المطلوبة، مما يجعل المستهلك يسترد ثمن القطعة من خلال التوفير الواضح في قيمة الفواتير.
مشكلة المياه هي من أخطر المهددات وأعظمها تأثيرا على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا من بعدنا... لذا فلنعمل جميعاً على توفير المياه وعدم الإسراف في استهلاكها عن طريق خلق قيـّم توعوية جديدة تقوم على مبدأ احترام كل قطرة ماء موجودة لدينا والرفق باستعمالها!!.
Diana-nimri@hotmail.com
(الراي)