facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




(الرأي) .. لا تأخذ معلوماتك من صحفي!!


أحمد سلامة
26-09-2023 10:19 AM

تواصل معي ابن عمي العزيز المهندس وليد صالح الشرع، ادام الله عليه عزته وصحة بدنه، وكان التواصل الذي يجري عادة بصورة دورية بيننا قد اختص بما اكتبه من صورة (سيرة) في عمون العزيزة!!

وخلاصة ما جرى حبذت ان استعمله في بداية هذا المقال لانه يمت بصلة مباشرة لما سينتج عنه.

الحبيب ابو صالح له رأيه في موضوع السرديات ويوجهني بالقول انه لا يصح ان يفقد الكاتب للسردية دوره بحجة الموضوعية والابتعاد عن الانانية، ذلك امر فيه ظلم للكاتب… والحق أن رأي إبن العم الغالي له وجاهته وادرك مراميه، لكني اخترت نمطا اخر في الكتابة، لسبب ان نفرة قد لازمتني حين كنت انكب على قراءة السرديات الذاتية واجدها مستغرقة في تمحور الفكرة الكلية حول ذات الكاتب.

كان واحدا ممن تلقيت عنه خلق العلم النزيه في الازهر، قد شرفني باهدائي جملة مؤلفاته، وكان ارقها واكثرها عذوبة هي كتابه (حياتي، حكايتي) هو استاذي محمد الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية في مصر، واستاذ في الازهر الشريف…

إن سردية الدكتور الشافعي كما تراها من عنوانها تدل على سردية نوعية شخصية، لكن حين تدلف اليها تجد ذلك الكنز من المعرفة والمعلومات، كيف لا وهو الذي قاد المصالحة مع نظام جمال عبد الناصر ضمن مجموعة الاخوان المسلمين القيادية في سجن ليمان طرة. وهو ممن اجرى ما اسمي في فكر الاخوان (المراجعات)…

ان واجب الكاتب على نحو ما ان يكتب ما يعرف وليس ان يكتب ما يحب، لان المعرفة هي الابقى واشخاصنا مثل المال ومثل الجاه كلها الى عالم الزوال.

لهذا، ورغم ان اختلافا واحدا لم يقع بيني وبين ابن العم وليد منذ ان صرنا بنعمته اخوانا على هدي ذلك الكبير الذي كان له منن وافضال علينا منذ ان زرته في شقته بضاحية الحسين وهو وزير داخلية او ودعها قبل قليل وقت وتوجه من هناك محافظا للكرك، تخيل كيف كان الرجال ينظرون للمناصب زمان، وزير داخلية وشقة ومحافظ بعد الوزرنة ذلك العم صالح الشرع الذي هو من قرر لي الا ادرس في القاهرة او بغداد (خليك عند اهلك وقرايبك هون وجامعتنا فيها علم احسن من الجامعات الاخرى) وله الفضل علي في ذلك..

رغم اننا لم نختلف على شيء البتة، إلا ان ما طلبه مني لا استطيع تلبيته، فانا لا اسعى الى تثبيت حق لي في هذه الحياة فمواقف الرجال معروفة والاسود بين والابيض ابين، واني واثق ان يوما سيأتي سينصف من ظلم حتى وهو تحت الارض، إنني من المؤمنين ان المظلومين في الحياة يسمعون في مماتهم الحسن والجمال مثلما هم احياء..

***

بدايات الرأي، لم تكن صعبة وبعقبات معطلة كما يقال عن بداية استلام اية وظيفة.. فالمناخ العام طيب وبريء والناس متحابون بصورة باهية… لا تسمع حسدا ولا غيلة وكانت الرأي على هيئة اسرة واحدة نشيطة…

قبل الدخول الى عالم الراي، وجوبا على كل من يريد ان يخط حرفا عنها في تلك الحقبة ان يكتب عن عمالقتها الاربعة، ولقد جئتها بعد ان كان سليمان عرار رحمه الله قد غادرها لوزارة الداخلية مخليا مقعد رئاسة التحرير للاستاذ محمود الكايد الذي كان يشغل وظيفة مدير التحرير…

لست معنيا في الكتابة عن تاريخ الراي ومن اوجدها ومن صاغها ومن فكر بها تلك حكايا سبقتني ولم اعشها ولم تقنعني الروايات المتناقضة، التي زخر بها التاريخ الشفوي الاردني لكل قصة، ويتم تحوير الاحداث على مقاس مصلحة وذاكرة الراوية!!

لذا سابدأ بالذي عشته فاتحمل مسؤولية روايته…

من عناصر تكوين النجاح في الاردن تلك الثقافة التي تسمى القبول برواية المسكوت عنه اي الكل يعرفه ويقبل به ولكن لا يتم اشهاره.. وهكذا فان عنصر التكوين الاول والمدهش لنجاح الراي، ذلك الائتلاف الذي صنع الراي على هيئته…. قمة الهرم في الرأي كان جمعة حماد رحمه الله دون ان يفكر منازعته في ذلك احد.. ويليه محمود الكايد سيد التوازنات في المهنة كلها، والمهندس لعناصر نجاح الرأي
وزحزحة دورها من صحيفة (الخبر) الى صحيفة (الموقف)

كان محمود الكايد استاذ التبني للمقالة الصحفية، ولم المس في حياتي المهنية معه لخمسة عشر سنة تركيزه على الخبر رغم اهميته!!

وكان رجا العيسى ماسك خيوط لعبة التوزيع في الاردن وكاتب لمقالة ساحرة، لكن التوزيع للصحف مثل الماء للسمك لا تستقيم مهنة الصحافة من دون لعيب توزيع وقد كان!!

واحتاجت الراي لـ محمد العمد الرجل الاداري الذي كل وجوده غامضا كدور وكتأثير في المهنة لكن اجمع جمعة حماد ومحمود الكايد ورجا العيسى على دوره البناء في إعلاء شأن الراي وادراكها (سدرة المنتهى) حين تجاوز ربحها الملايين العشرة في كل سنة

الجهاز الاداري والتحريري والمطابع وجيش التوزيع كلهم عناصر فوز كانوا للراي، واستطيع ان اخصص حلقة خاصة (لـ صلاح ابو سليم، وعبد الرحمن الحياري، ومحمد فلاح) مأموري مقسم الراي الذين كانوا صلة العالم بالصحيفة بمهنية ورشاقة وانتماء!!

بالعودة الى عتبات التقدم والارتقاء الاربعة في الراي، لا بد ان يشار حكما الى الدور المعنوي الداعم لـ الراي، والمساند والذي وهب الراي احساسا بالتفوق هو شخص المرحوم سليمان عرار، فلقد كان هذا الجواد المعاني، رقيقا مثل شاعر ومحبا كعاشق، وباذخا في دفئه باتجاه الراي وابنائها بابوية، ويقلب الحروف ويعرف الموهوب.. كان دفعا معنويا للراي لا يضاهى ولا يحجب

جمعة حماد كان ترس الثقافة والمعرفة، كان لديه مجلسه الخاص يجمع من (مفلح اللوزي حتى عبد الرؤوف الروابدة، ومن طاهر حكمت، الى سعيد بينو، ومن محمود سعيد حتى حسن التل)… كان جمعة حماد هو الاخر قوة معنوية طاغية لـ الراي فهو اما (عين في مجلس الاعيان) واما عضو مجلس وطني استشاري.

وجمعة حماد ثقافته فريدة، فهو متبحر في كتاب الاغاني بذات الشغف الذي يتلو عليك مقاطع من البيان والتبيين..

كان جمعة حماد موسوعي الثقافة وله ملاحة في عرض افكاره لا تمل الحديث معه… وكان في شخصه ترفعا بدويا يصعب ان تقتحم عليه عالمه ما لم يقبلك اي (يتقبلك)… ورغم اشتباكه في كل تفاصيل الجريدة الا ان عينه دوما كانت على ثلاث قضايا ساخنة للمتابعة دوما عنده..

التوزيع

إن لم تحدث زيادة يومية في التوزيع فان غضب (عمي الحج) لقبه الدارج والاثير له سيندلع في كل ردهات الراي بطريقة التبليغ والتمرير
فانا لم اسمع طوال كل حياتي في كنفه ان اعلى من صوته بصراخ او بشتيمة.. لكن الرجلين الرابضين على باب مكتبه في مكتب يجاور مكتبه في صحن الدار ومدخل الراي،

احمد حمو السكرتير الخاص لعمي الحج كان هو اول من يوصل الصعقة بقوله مرحبا.. حبيبي الاستاذ بدو اياك ارجع عندي بعد ربع ساعة!!

اما توفيق كيوان.. فكان بين يديه ملف التوزيع والطباعة، فاتح العينين والاذنين على كل شيء ولا يتجاسر ان يهمس امامه بشيء يعكر صفو مزاج عمي الحاج…

كان جمعة حماد استاذ جيل باكمله في صناعة شبكة الموزعين المحترفين والتشبيك بينهم وبين حبهم لمؤسستهم، كان لديه غداء تفقديا اسبوعيا او شهريا تحدده ظروف التوزيع مع كل موزعي الصحيفة… ويجتمع بهم للسؤال عن احوالهم ودعمهم من تحت السجادة بمال حلال يسهل حياتهم ويعالج مرضاهم ويسعى لتعليم ابنائهم وكل ما يحتاجونه

بعد التوزيع تأتي المطبعة في اولويات الاستاذ جمعة، فابراهيم المصري مدير المطابع تحسه وهو يهمس في اذن الحج باسرار كانه (اسعد بكره او حسن حبيبه) كانه ولده… ويتفقد المطبعة في كل صباح ولما هبطت ذات يوم مطبعة ال "kingpress" وجاء الخبراء الالمان
واعلنوا حاجتهم لثلاثة اسابيع (جن جنون المعلم ابو اسعد) يعني الجريدة تتوقف عن الطباعة ثلاثة اسابيع رح تطلع من السوق هيك، قرر
وراح يبحث عن حلول واقترب منه المعلم ابراهيم المصري مدير المطبعة وهو غاضب جدا، وقال له انا بعملها يا عمي الحج باربعة ايام

نظر جمعة حماد رحمه الله في هيئة ابراهيم طالع نازل ومد سبابته باتجاهه وقال بهدوء مفاجئ (انت يا مفقع بتعمل ما عجز الالمان عنه)
ولما يدرك كلمة (مفقع) بالحوار عمي الحاج يعني انه استرد سكينته الطاغية واشراقه المبدع..

رد ابراهيم… ايوا يا عمي الحاج (نسويها) بس عايز وعد منك تديني ٢٠٠٠ دينار، ويكون مسؤول الكهرباء ناصر الجنيني معي على طول الوقت ومحمد السلطي يتفرغ معاي.. وبدأ يشرح خطته

ذهل الاستاذ جمعة من عرضه ووقف من طوله وقال له (ايوا) وكان جمعة حماد يلفظها بطريقة تخصه بحيث تصبح وسيلة اما للدهشة او للتحقير!!!

كان مدهوشا، وفي بضع دقائق حصل ابراهيم على الموافقة وبوشر بالعمل ونجح جمعة حماد في مغامرته بالاعتماد على الثلاثي (ابراهيم المعلم وناصر الكهربائي الفذ، ومحمد السلطي الذراع الممدود للمعلم ابراهيم)

وفي غضون ايام ثلاثة كانت المطبعة تهدر كالمطر

اخر اهتمامات جمعة حماد كان الرصد الاذاعي، كان شغوفا برصد كل الاذاعات على مدار الـ 24 ساعة وخاصة الـ B.B.C ومونت كارلو واذاعة المملكة الاردنية الهاشمية، كان يوفر جمعة حماد للمحررين شبكة اخبارية طاغية في التأثير

لا يمكن اختصار دور جمعة حماد في حلقة لكنه سيظل معي في رحلة الكتابة عن الراي حتى اخر حرف،

القادم…. محمود الكايد استاذ التمريق الخفي في المقالة الصحفية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :