لن اكتب عنك كشخص يا طاهر العدوان ولكنني سأكتب عنك كحاله فان لم اتعود الكتابة عن الاشخاص لأنني اؤمن بالمهنية فأكتب دوماً عن الحالات.
ها أنت تغادر موقعك الذي لم تكن يه الا مع الوطن اولاً ومع ذاتك للوطن ثانياً ففي موقعك كنت انموذجاً وحالة فريدة جسدتها في نهج الحرية والوقوف مع الوطن على اعتبار ان الصحافة لم تكن ولن تكون الا للوطن والمواطن ولن تكون الا للنزاهة والعدالة والمساواة.
الصحافة عندك معناها رفض الاملاءات ورئاسة التحرير معناها أنك صاحب القرار والمهنية لا حدود لها مع الحرية فكنت أنت دوماً الساعي الى تجسيد رؤيا القيادة بأن الصحافة سقفها السماء رغم ان هناك من كان يسعى ان تكون سقفها الغرف المغلقة ومرورها عبر اسلاك الهاتف او عبر اثير الهاتف النقال.
موقعك الجديد كما عرفناك سيكون نصراً للصحافة وداعماً لها ولو أنك الان خارج سرب المنظومة الصحفية التي أنت منها بل ستكون داعماً ومجسداً لحلم كنت قد بنيت جزءاً من كيانه في العرب اليوم ولكن هذا الكيان يعاني من امراض لا تفيد معها الادوية ولا المسكنات بل يحتاج الى جراحات فالادوية تبقى المرض وكذلك المسكنات ولكن الجراحة تشفي الغليل.
زبون الصحافة هو المواطن ويجب ان تحافظ على هذا الزبون ليبقى على تواصل فان خسرناه فان بضاعتنا ستبور وان بارت البضاعة سنصل الى مرحلة الافلاس فلا يعتقد احد ان الامور ستبقى على ما هي عليه بعد الان فالحركة سريعة وان لم نتدارك الوقت فسيقتلنا الوقت وينهينا.
موقعك الجديد أيها الطاهر بحالتك التي عرفناها والتي لن تتغير فانت لم تسعى الى الحكومة بل هي سعت اليك وهذا ما يعزز الثقة بأننا سنشهد اداءً مختلفاً يكون فيه لرأيك دائماً مكان فنحن نعرفك أنك لم تكن متلقياً.
اذا خسرناك في العرب اليوم ونتمنى ان نرى من هو على نهجك فيها فاعتقد اننا قد ربحنا نصراً للصحافة من داخل الحكومة وقد يكون هذا لاول مرة يحدث.