بتقديري ان الدكتور معروف البخيت المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة قد واجه مواقف صعبة خلال مشاوراته من جهة تأكيد غالبية من شاورهم على التزام الحكومة بتنفيذ مضامين كتاب التكليف السامي التي ركزت على إجراء إصلاح شامل والشفافية في التعامل وتحسين مستوى معيشة المواطنين فيما ذكّر البعض بالأخطاء التي ارتكبت في عهد حكومته السابقة وبخاصة ما سمي بقضية الكازينو وتزوير الانتخابات حيث لم يكن سهلا تقبلهم اعترافه والذي برره بتدخل مراكز قوى مؤكدين عليه أن يختار بنفسه أعضاء حكومته لتتحمل كامل مسؤولية المرحلة المقبلة أو يعتذر عن تشكيل الحكومة .

ردود البخيت خلال لقاءات التشاور جاءت واضحة وشفافة ومن ضمن ما أكده استعداده فتح تحقيق في العديد من قضايا الفساد وأولها قضية الكازينو وان ليس لديه ما يواريه أو يخفيه فكل شيء سيوضع على الطاولة للمكاشفة والمحاسبة والتصويب وان باب الحوار سيفتح على مصراعيه مع مختلف الأطياف والتوجهات السياسية لمناقشة كل القضايا الوطنية انطلاقا من ثوابت الدولة الأردنية معربا " ضمنا " انه قبل التحدي لأنها مصلحة الوطن في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها وتعيشها المنطقة .

ورغم انه تسربت معلومات باعتذار عدد من الشخصيات عن المشاركة لصعوبة المرحلة وخشية الفشل جاء اعتذار البعض خشية أن لا تحصل الحكومة الجديدة على ثقة مجلس النواب والمتوقع بحسبهم وجود توجه لدى بعض النواب لحجب الثقة عنها لتغيير صورتهم جراء تداعيات منحهم ثقة غير مسبوقة لحكومة سمير الرفاعي لكن وفي المقابل فانه يسود التفاؤل مختلف الأوساط وبخاصة بين عامة المواطنين بان يتمكن البخيت من تشكيل فريق وزاري من شخصيات مجربة تتسم بالنزاهة والوطنية بعدما أخذ الضوء الأخضر من جلالة الملك تحمله كامل مسؤولية اختيار أعضاء الفريق الوزاري القادر على تنفيذ برنامج إصلاحي وردت محاوره في كتاب التكليف السامي لتنطلق الحكومة في عملها من المصالح العليا للوطن والمواطن .

نجاح الحكومة الجديدة في كسب ثقة الشارع يتوقف على ما ستتخذه من قرارات خلال الفترة التي تسبق جلسة تقديم بيانها إلى مجلس النواب لنيل الثقة وبخاصة في شؤون مستوى معيشة المواطنين والإصلاح السياسي وفتح الملفات التي تدور حولها شبهات الفساد بدءا من الكازينو فموارد فمصير أموال الخصخصة وامتياز شركة الفوسفات وانتهاء بأصحاب الحظوة عند رئيس الحكومة السابق الذين قام بتعينهم في دار رئاسة الوزراء .
Majed_quraan@yahoo.com