لن تجازف السعودية بالتطبيع مع اسرائيل، الا بانجاز تاريخي غير مسبوق، وهذا ينسجم مع سياق السياسات العامة التي انتهجتها السعودية، سيما في السنوات الاخيرة، اقتصاديا وسياسيا وحتى ثقافيا ورياضيا ومجالات اخرى كثيرة، وذلك باقامة دولة فلسطينية فعليا وذات سيادة، وجل القراءات التحليلية تشير الى ذلك بوضوح..

وهنا السؤال؛ هل ستستجيب اسرائيل الى ذلك ؟.
أرى ان ما جرى في السنوات الاخيرة من تطورات، اصابت اسرائيل بالذهول، وجعلها تفكر جديا بالانسحاب من الضفة، على غرار ما جرى في غزة، سيما بعد تعمق العمليات العسكرية المباشرة في الاراضي المحتلة، والتي اصبحت شبه يوميا، والاكثر خطورة عليها توفر السلاح بين يدي هؤلاء الشباب، وعلى قدر عال من التدريب والاقدام في التنفيذ.

كذلك ما اشار اليه جنرالات اسرائيليين، انفسهم، وهو هواجس تآكل الردع امام "العدو" سواء مع جبهة غزة، او جبهة الشمال مع حزب الله..

إن الحقيقة الموضوعية التي يشير اليها الخبراء، ان كلا الجبهتين لديهما الامكانات التي لم تعهدها اسرائيل من قبل، سيما ان كلاهما يملك جهاز استخباري كبير وعقائدي، متحمس ومندفع، ومتخصص واحترافي، في اختراق اسرائيل حصرا، واصبح لديهم خبرات تراكمية تجعلهم يمدون الشباب في الداخل بالخبرات والسلاح والمعلومات، فضلا عن التدريب وبناء شبكات وخطوط وخيوط لهذه الغاية.

إن ما اوردته في عجالة، يشكل بمجمله معطيات لاحتمالية كبرى تدفع اسرائيل بالتقاط فرصة التطبيع مع السعودية، واعطائها الانجاز التاريخي المطلوب، بالانسحاب من الضفة واقامة دولة فعلية عليها، وهنا لا من الاشارة ان كل ذلك لن تعطيه اسرائيل بالمطلق، بل ستضع له قيودا ومحددات كالعادة، وهو ما اعتقد انه محل تفاوض وحوار، ولكن الحقيقة اصبحت ماثلة ان اقامة دولة فلسطينية اصبحت حقيقة اكثر مما سبق بكثير.