اعداء النجاح ثقافة سلبية مدمرة ما تزال تستفحل في العديد من المؤسسات العاملة،وهي التصدي لصناع النجاح والانجاز ،الذين نجحوا في تجاوز الازمات المالية والادارية ،من خلال وضع العصي في الدواليب،ومحاولة تعطيل مسيرة العمل الناجح ،وكثيرا ما يتعرض المدير المبدع والكفؤ الذي يحقق نجاحات متتالية في المؤسسة التي يديرها ،الى هجمات عنيفة ومركزة من قبل اشخاص في نفس المؤسسة تضررت مصالحهم بسبب النجاح الذي لا يمكن ان يتحقق ويتواصل ويعم المؤسسة المعنية الا اذا حوصرت انشطتهم وضاقت مساحة حركتهم وضرب النجاح على جيوبهم التي تعودت على الانتفاخ بغير حق.
لهذه الاسباب ،عندما ينجح مدير عام المؤسسة ماليا واداريا ،وينقذها من الموت المحقق ..الاغلاق،عندما يدمل الجروح ويعالج مواطن الخلل ويغلق منافذ الفساد والسرقات والتجاوزات ،ويخسر البعض الفاسد الامتيازات المالية تحديدا ،يبدأ هذا البعض باشعال الحرائق حول المدير العام والتصدي لكل قرار يتخذه لصالح المؤسسة والموظفين والعاملين فيها،من اجل حماية مصالحهم الخاصة التي يحصلون عليها على حساب زملائهم زورا وبهتانا وفسادا واضحا ومكشوفا.
هذه الثقافة الفاسدة التي تقوم على الفساد والنفاق والتدمير والخراب ،اذا سادت ونجحت في اي مؤسسة فان مصيرها الاندثار ،وهي عكس الطبيعي ومن قوى الشد العكسي التي تعرقل العمل الصحيح والجاد ،وتسعى للحفاظ على الفساد والفاسدين،وتسيدهم والظفر بموارد المؤسسة وحرمان الاخرين من حقوقهم الوظيفية وخاصة رواتبهم الشهرية ،وترحيلها الى ديون على المؤسسة لا امل باستردادها.
صحيفة يومية كانت في حالة نزاع ،ارسل الله تعالى لها مديرا عاما رحمة من لدنه،استطاع في فترة زمنية قصيرة ان يعيدها للحياة ،والانطلاق من جديد ،وأطفاء ملايين الدنانير من الديون التي تراكمت عليها ،واعاد الحقوق المالية لاصحابها ،ويدفع الرواتب للموظفين بداية كل شهر وليس نهاية الشهر،ولدى المؤسسة اليوم احتياطي من الاموال يتجاوز الستمائة الف دينار،وجميع مستلزمات الطباعة مؤمنة لمدة عام قادم،وقام بزيادة رواتب العديد من الموظفين والعاملين الذين ظلموا بسبب الفساد والفاسدين ،وحاول تصحيح بعض التشوهات في الرواتب،لكنه يجابه بالعداء بسبب ثقافة عداوة النجاح وتضرر المصالح.
المطلوب من اجهزة الدولة المعنية ومؤسسة الضمان الاجتماعي توفير الحماية اللازمة لمثل هؤلاء المدراء الناجحين المخلصين في العمل والصادقين في الانتماء ،والذين يحولون الخسائر الى ارباح ويعيدون الحياة الى مؤسسات كانت ميؤوسا منها ،واستطاعوا دفع رواتب الموظفين بانتظام والنهوض بالمؤسسة الى افضل المستويات ماليا واداريا وانتشارا،لكن النجاح والفساد يسيران في خطين متوازيين لا يمكن ان يلتقيا ،فلا بد من دعم المدير العام الناجح وشل حركة قوى الشد العكسي اعداء النجاح واجتثاثها نهائيا .