مدرسة السلط حاضنة الثقافة والحضارة المئوية
م. عبدالله الفاعوري
22-09-2023 01:40 PM
بجبالها الشاهقة وتلالها المرتفعة وبنائها المقام بالحجر الأصفر، وبإطلالاتها المشرفة على أطهر البقاع فلسطين، تروي لنا مدينة السلط حكاية التاريخ والحضارة والثقافة، يستشعر بعبق هذه المدينة كل من يقطن بها وكل من يأتيها زائرا، في وفاء منقطع النضير تقدمه هذه المدينة لكل من يغترف من نسيمها العليل، وحكايتنا اليوم من تل الجادور وقصة مئوية مدرسة السلط بالترافق مع مئوية دولتنا الاردنية.
تقع مدرسة السلط في قمة تل الجادور في وسط منطقة السلط القديمة التاريخية ليكسبها المكانة التاريخية والإرث القديم لتكون منارة العلم والثقافة والحضارة الاردنية، وشاهدة على مئوية هذه الدولة وتقدمها وتطورها، فهي اول مدرسة أنشأت في الاردن واول مدرسة ثانوية حكومية، افتتحها الملك المؤسس عبدالله الأول عام ١٩٢٣م. وفي عام ١٩٧٦ منحها الملك الحسين بن طلال وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، ومن أقواله فيها :
"لمدرسة السلط من كل مدرسة قامت بعدها تحية تقدير ووفاء ولمدينة السلط من كل مدينة وقرية أردنية تحية الأخوة والثناء".
لقد حملت مدينة السلط لواء التعليم الأردني واحتضنت وفود العلم من جميع المحافظات واكرمت وفادتهم واحسنت إليهم واكسبتهم كنوز العلم والمعرفة مما انعكس ذلك على تقدم الوطن في كافة القطاعات، فقد خرجت هذه المدرسة الكثير من الكفاءات الوطنية الذين قدموا الكثير للوطن وبنائه والارتقاء به من أمثال، وصفي التل و عبداللطيف عربيات وعبدالسلام المجالي وغيرهم الكثير .
إن العلم مهد الحضارات والامم؛ وأساس تقدمها، فبالعلم يرتفع الوطن ويتقدم في كافة المحافل، فهنيئا للاردنين على وجه العموم ولاهل السلط على وجه الخصوص هذه المنارة العلمية الشامخة، ومن ذكرى مئويتها نشحذ الهمم نحو العلم والثقافة سلاحا وعتادا لنا في كافة المحافل لمواجهة الصعاب والعقبات وتقدم مركب الوطن.