حبيب الزيودي لروحه الرحمة كان اخر شاعر اردني.
الزيودي توفي عام 2012، ومن بعده ما نظمت قصيدة اردنية.
والاردن اليوم دولة ووطن بلا شاعر.
ولربما هي لحظات خطيرة في روح ووعي اي شعب عندما يموت ويغيب الشاعر، والشاعر حارس للوجدان والهوية، وحامل نبوءة.
الزيودي شاعر كبير، وعابر في الثقافة الاردنية، وحمل موهبة عالية، وعبر في شعره عن الهوية والثقافة والوجدان الاردني.
الشاعر لا يولد صدفة، والشاعر انتاج لتراكم سياسي وابداعي واجتماعي، وتراكم لحركة وعي.
مصطفى وهبي التل "عرار" شكل ظاهرة متفردة من ناحية شعريته ونقده للسلطة، وجماهيريته.
وأسس عرار لهوية وطنية اردنية ثقافيا وشعريا، ونزع عرار هوية الثقافة الاردنية من مجالها العربي بعدما اقتسمه الاستعمار، وما بعد سايكس بيكو.
واجترح عرار في الشعر مبتكرات فنية وابداعية.. وعرار اول من اسس في الثقافة والسياسة الاردنية لمفهوم ومفردات الهوية الوطنية والتحرر والنضال الاجتماعي، والصراعية الطبقية.
وقبل ولادة الدولة الاردنية، وفي اواخر القرن القرن 18، عرف الاردن القديم الشاعر نمر العدوان، وعبر في شعره عن لحظات تاريخية واجتماعية وسياسية.
وفي ستينات القرن الماضي عرف الاردن تيسير السبول شاعرا وروائيا، وحمل السبول اشعاع التنوير والتحول والمتغير السياسي في دولة ما بعد الاستقلال.
وجاء امجد ناصر في سبعينات وثمانينات القرن الماضي رائدا ومجددا، وخصب البلاغة واللغة والموهبة.
فهل سيكون الشعر الاردني بعد ولادة الدولة الاردنية قد بدأ بعرار وسينتهي بحبيب الزيودي؟
نصوص عرار الشعرية ممنوع ومحظور تدريسها في الجامعات الأردنية.
وكذلك نصوص شعرية لحبيب الزيودي تصنف رقابيا تحت خانة محظورات وممنوع من النشر.
اعرف جامعات عربية واجنبية ادرجت نصوصا شعرية لعرار في مساقات تدريس مواد الادب والشعر العربي.
ويحتفلون في عرار كشاعر ثوري ورافضي، وشاعر سياسي، وشاعر اسس لمفهوم وعلاقة ضدية بين المثقف والشاعر والسلطة.
الدستور