ابن الوزير وزير .. وابن الغلبان جيعان
د.حسين الخزاعي
09-02-2011 02:39 AM
سؤال اوقعني في دوامة البحث عن جواب ، او بصريح العبارة دفعني لمحاولة " الهرب من الجواب " سؤال باغتني به صديق صدوق، طموح مبدع ، لم استأذنه لكتابة اسمه فاعفوني من ذكر الاسم والمسمى، ومن مواصفات هذا الصديق " الالحاح " وبحاحة الى الطلب من صديق آخر للهرب من الحاحاته، سؤال صديقي الذي لم اتوقعه : يا اخي بدي اصير وزير، بس كيف الطريقه ؟!
قلت مازحا : ولا حتى تحلم فيها !.
قال: شو ناقصني .
قلت : لا شيء. واطلقت ضحكة متواصلة .
قال غاضبا : انت تهزء يا صديق، وهل هذا وقت السخرية ؟! .
قلت : ابدا ، ولكن سؤالك يحيرني ، وكأنك لا تعيش في هذا البلد ؟!.
قال : ارجوك ذكرني ، انا مش قادر افهم شو بتحكي .
قلت : يا صديقي المستوزر والمستنفر، الوزير يجب ان يكون مسنود ارضا وبحرا وجوا ، ومحسوب على شلة من الذين يسرحون ويمرحون في الدوار الرابع او عبدون او من الذوات والباشوات الذين يسقطون ابنائهم بالبراشوتات على الكراسي، او ان تكون ابن او ابنة وزير او رئيس وزراء ، او عديل او نسيب او صديق رئيس وزراء او زير، او عندك مصنع او شركة لها اسهم في البلاد او تتاجر في خبز العباد ، وتمارس هواية غريبة عن المجتمع الاردني " لعب البولنج ، حضور السينما ، لعب المصارعة ، لعب البورصة ، لعب السكيتنج، لعب الطرنيب والتركس والبوكر " والاهم من كل هذا ان تكون من سكان المنطقة الخضراء " عبدون ما ادراك ما عبدون " .
قال صديقي : ول يا صديقي تخنتها . البلد مشغوله " الرفاعي طار، والبخيت نار " .
قلت : اعانه الله، مليون مستوزر، ربع مليون صاحب عطوفه، نص مليون صاحب سعادة ، 25 صاحب صالون سياسي عفوا صالون حلاقة ، (200 ) الف ينتظر التعين في الحكومه، (111) نائب اكلوا خازوق منح الثقة .
قال : يا دكتور نفسي اعرف شو مواصفات الوزير، كيف الواحد بده ايصير وزير ، انا التلفون ما بفارق ايدي ، صرت اخربط .
قلت : يا اخي لا تشغل نفسك في الموضوع ، اترك الموضوع ، واعمل مثل صديقك
قال : وفي ماذا تفكر يا صديقي ؟
قلت : فكر في صوبة الغاز التي في منزلي، هل استطيع تأمين اسطوانة غاز اذا خلصت فجأة وتوقفت عن العمل ؟ والى متى سنبقى بلا اسطوانة ؟!ومتى سيتم تغيير الاسطوانة ؟! افكر في الاولاد الذين سيذهبون غدا للمدارس، افكر في حبة الفلافل وصحن الفول والحمص والذي اصبح حلما للجائعين ، افكر في فاتورة الماء التي ستصبح شهرية والخوازيق الضريبية التي ستصاحب هذه الفاتورة ، افكر في قضاء يوم ممتع مع اسرتي خال من الطلبات والاحتياجات الضرورية، افكر في المسؤول الذي يجلس على كرسي المسؤوليه ويحيط نفسه بالاذناب والمرتزقة وعشاق طق الحكي وخرط الكوسا، ويقرب الدجالون ويحارب المبدعون ، افكر في المسؤول الذي يختلس حقوق الاخرين ويجيريها للمحسوبين على شلة من الفاسدين، افكر في الكراسي التي يتم تفصيلها في وضح النهار للدجالين ،لا تفكر يا صديقي كيف ستصبح وزيرا لانك رح تنجلط .
قال لي : اشي بجلط .
قال : معك حق سوف انسى الموضوع ،ما بدي وزير بدي مدير عام !
قلت :لا تحلم حتى ان تكون مدير عام ، برغم مؤهلاتك العالية وابداعاتك المستمرة .
قال : ولماذا ؟.
قلت : المسؤولين لا يهمهم ماذا تعرف ، يهمهم من تعرف ! .هه هه هه هه
مسك الكلام ،،، لقد وصل المواطن الاردني حد القرف وهو يشاهد كيف ان الوزير عندما يخرج من الحكومه يعين سفير، والسفير عندما يرجع للوطن يعين في مجلس الاعيان او وزير او تفصل له دائرة مستقلة، وعندما يخرج العين من مجلس الاعيان يذهب رئيس جامعة او وزير او سفير او مدير مؤسسة كبرى، او رئيس وزراء وابن الوزير وزير حسب نظام " الشفعة" . في الثمانينيات والتسعينيات عندما كانت تشكل الحكومة الجديدة كان يبقى فيها (5) وزراء من الحكومة السابقة، الآن الحكومة الجديدة عندما تشكل يبقى فيها على الاقل (10) وزراء من الحكومة السابقة، هذا الوضع غير صحي،فالى متى سيبقى ابن الغلبان جيعان، الى متى هذه الظاهرة ؟!عفوا الى سيبقى المواطن الاردني يشاهد مثل هذه المسرحية ؟! .
Ohok1960@yahoo.com
اكاديمي، تخصص علم اجتماع