facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجامعة .. من الرئيس عبدالسلام إلى الداعية عبد الله عزام


أحمد سلامة
21-09-2023 01:11 PM

لم تطل فترة الانتظار عقب اللقيا بين (الملك) و(الطلبة).. كانت اشياء ثلاثة وقعت في ذلك اللقاء، أن الطلبة الذين تضرروا من الاعتقال والسجن وتمكنوا من الرجوع للجامعة، استعملوا لغة في حضرة الملك بدت (تهديدية لما سيأتي، وكذلك فإن الهاشميين كأعرق سلالة في التاريخ، قد خصهم الله سبحانه سورة قرآنية كريمة في بروتوكول المخاطبة (سورة الحجرات)، وهذه السلالة ورثت الادب النبوي وفي ذات الوقت
ترث حكما وفقها حقوق النبي…

قال تعالى (يا ايها الذين امنوا، لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون) / الحجرات / ٢

لقد احبط الطلبة في ذلك اللقاء اعمالهم وكرروا خطاهم ثانية حين خرجوا من الحرم الجامعي، واستعملوا لغة بدت (مفاجئة)… الهاشميون في مدرستهم الحاكمة عبر مئات السنين، عبروا وتمسكوا دوما في اشد لحظات مواجهاتهم مع الاخر بالخلق النبوي، ومن يراجع خطابات الزعيم القائد للأمة العربية كما قدم نفسه وقدم إعلامه (المرحوم جمال عبدالناصر) المدججة بالتخوين والشتائم والسباب وتعود على ردود (الملك الهاشمي الحسين رحمه الله) تدرك كم حاجة الناس أن يتدربوا على مخاطبة ملوكهم بالحسنى!

انتهى اللقاء وخسر ممثلو الطلبة كل شيء في لحظتها…

نعم لقد شفع رئيس الجامعة عبدالسلام المجالي بين يدي الملك بالعفو عن السجناء وتم العفو عنهم بعد عدة أيام فقط وعادوا لدراستهم.. لكن ودعت الجامعة مرحلة وبوشر رسم ادخالها في مرحلة اخرى…

الصورة الثانية.. التي رسمها ذلك اللقاء التعاطف الحميم والابوي الذي تمسك به عبدالسلام المجالي لحماية طلبته كابناء رغم ثقل العبء وانحاز بصورة مطلقة (لاستقلالية الجامعة وحماية طلبتها) وفي الظن أن ذلك قد أذن باخلائه لموقعه وبسرعة غير منتظرة اقول (ظنا) وان بعض الظن اثم….

الصورة الثالثة.. كظم (المليك لغضبه) لقد فوجئ الملك الحسين رحمه الله؛ بهذه الحدة الضارية، والاسئلة ذات الطابع الاستجوابي!!

كانت الجامعة في السنين الخوالي قد فتحت ابوابها لكل رياح فلسفة حرية الطلبة، ولم يكن هربرت ماركيوز صاحب نظرية الطريق المسدود، تلك الفلسفة التي اسقطت ديغول زعيم فرنسا، لم يكن بعيدا عن ردهات الجامعة الاردنية، لم تكن التعريفات في الجامعة تتم بنسبة الطالب لمسقط رأسه او عشيرته او منطقته

جرت العادة القول (فتح، شعبية، صاعقة، شيوعي / كادر لينيني، او شيوعي لجنة مركزية) وكان يقال لمن هم ليسوا في كل هذه الاطر (مع الدولة، او يسمى على انه محسوب على جهاز امني)

لقد اشعل الحسين عدة سجائر في اللقاء، وبدا واضحا جدا انه حانق على الذي سمعه… وهكذا هيئت الفرصة للقادم، فعقل الدولة الامني كان يود التخلص من كل وجع الرأس هذا، وانتظر طويلا وجاءت الفرصة عريضة فالتقطها…

وكان البديل الذي اظهر ضعفا في استقطاب الحركة الطلابية بسبب اثار حرب اكتوبر وغيرها، قصدت حركة الاخوان المسلمين، التنظيم المدلل للدولة وقتذاك، قد اشتم رائحة الفرصة التي لاحت وقد تربص لها منذ زمن فزم ارادته لدعوته وتقدم لملء الفراغ… اما الرئيس الفذ والذي اضحى ابا روحيا لكل بنية الجامعة ومؤسساتها عبد السلام المجالي رحمه الله فقد ادركه العتب الملكي، وباشر لملمة اوراقه للرحيل

لم يتأخر القرار

أمنيا.. تمت في عملية أمنية منظمة افراغ الجامعة الاولى من كافة التنظيمات السياسية، اما بالاعتقال وتنظيف القلوب والاعادة الى نمط طلابي عاقل واما لا وجود في الجامعة لتيار (الصوت العالي على الدولة)، وفي يوم جامح بالتوقعات من ايام الجامعة الاولى المعدودة صدرت الارادة الملكية السامية باختيار (الدكتور الكيميائي) الذي يتقن فن التذويب المخبري للمواد عن طريق خلطها بعناية رئيسا للجامعة الاردنية..

تم اختيار الدكتور اسحق الفرحان رئيسا للجامعة الاردنية رغم انه لم يكن بلغ رتبة (الاستاذية) وذلك شرط ثابت من شروط الرئاسة لكنه تم التغاضي عنه!!!

حين ذكرت قبل هذا المقال ملمحا لبعض اجواء تلك المرحلة، تلقيت عدة ردود كريمة ومحترمة وكان اكثرها عتبا حنونا قد سمعته عبر اذاعة (حسنى) للاعلامي الذي اجله الاستاذ حسام غرايبة، والتي تربطني به صلة قديمة جدا، وهو يعرف موقفي من الحركة الاسلامية قبل مرحلة الربيع العربي وحاجة تلك الحركة لمراجعة موقفها من نفسها وتعدد انشقاقاتها، ومجاراتها للذي جرى خارج الحدود..

ان الحركة الاسلامية اعتادت وبكل شجاعة وشرف على اجراء النقد الذاتي في باب ما عرف بتاريخها (المراجعات الكبرى) وهذا ما تحتاجه وما يلح عليه احباؤها وانا منهم وكلمة (منهم) تحتاج الى اجلاء، انا مع محبي الحركة الاسلامية بشرط ان تتضامن في خطابها وتتواضع والا تستخدم لغة فيها نزق التساوي مع الدولة وحلقاتها.

فحين يقف احد دعاة الحركة الاسلامية ويقول (نحن قبلنا بالهاشميين ملوكا في بلادنا على عقد اجتماعي قائم على التسامح)، إن في ذلك ما يحتاج الى مراجعة تاريخية في منطوق الخطاب هذا وساعود إلى ذلك في الحلقات القادمة بالتوضيح والمجادلة الحسنة!!

اشرقت شمس الضحى في الجامعة الاولى ذات يوم من ايام ١٩٧٦م، واذا الدنيا ربيع من غير قمر اليسار واضحت شمس (الاسلمة) هي السائدة.. المصلون افترشوا المسطحات الخضراء التي كانت مخصصة للندوات او المحاضرات الاجتماعية!! وصارت كلمة (تكبير) هي النداء السائد في الجامعة.. واضحى نجم الجامعة كلها الدكتور عبد الله عزام رحمه الله

كان يؤسس لرحلة الجهاد الاكبر.. الرواح والجهاد والاستشهاد في بلاد بعيدة بين الافغانستان والباكستان





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :