لم يخطر على بال فرويد أو زميله سكنر أو بافلوف أو أي من أنصار العلاج الإكلينيكي ، بأن بعض الشخصيات العربية لا ينطبق عليها أي من أسس علم النفس العيادي . وهكذا ماتوا جميعاً دون أن يكتشفوا خطأ نظرياتهم وعلينا كشعوب عربية مطالبتهم بعطل وضرر يوم الحساب والعقاب. ولكي لا يكون الكلام على عواهنه ، دعنا نعطي مثالاً للقائد العربي الرمز الجهبذ العالم القاريء الفاهم الطبيب القدير الجميل البديع الذي لم يترك حتى لأي من أبطال المصارعة فرصة المنافسة على المرتبة الأولى .
يبدأ القائد حياته القيادية ثورياً مدافعاً منافحاً عن الفقراء والمظلومين وينتهي برجوازياً لأن لا أحد له الحق أن يقول له من أين لك هذا. ويبدأ ديمقراطياً وينتهي دكتانوراً لا يسمع نصيحة إلا من زوجته وأم عياله. يبدأ وحدوياً وينتهي إقليمياً . يلبس الجبة والعمامة مع بداية السلطة وينتهي علمانياً . يعدل على خجل واستحياء مادتين في الدستور وينتهي بتعديل الدستور كله. يبدأ بدون أي مشروعية وينتهي الحاكم بأمرة وبانتخابات جماهيرية تعطيه 99.9%. لا يكون له برلمان فيصنع برلمان . يكون بلا حاشية وعشيرته لا تملأ حمولة باص كوستر وينتهي بشلة لا أول لها ولا آخر.
فهل هناك نظرية نفسية قادرة على تفسير هذه التحولات النفسيه والتي قد تحدث في فترة زمنية قياسية لا تتجاوز عمر الفرد وتمتد أثارها لأكثر من قرن . وأمام هذا الفشل العلمي المريع فإنني أدعو إلى توظيف علم الرفس كبديل ممكن عن علم النفس. وما على من لديهم الرغبة في تطوير هذا العلم سوى البدء فوراً في وضع توصيف لمساقاته . وبذلك نكون أول أمة اخترعت هذا العلم وأجزم بدون منافس