عمون- فتح المسلمون الأندلس في نهاية القرن الأول الهجري، واستقروا هناك لفترة طويلة، مسهمين في التقدم في مجموعة متنوعة من المعارف والعلوم والفنون. قد شيدوا مباني وقصورًا في مدنهم، وازدهرت الحياة فيها، مثل مدينة غرناطة ومدينة إشبيلية.
مدينة غرناطة تقع في الجنوب الشرقي من الأندلس، حيث تحدها مرتفعات تطل على نهر الوادي الكبير من الشمال، ونهر شنيل من الجنوب، وتبعد عن البحر حوالي سبعين كيلومترًا. تتميز المدينة بمناخها المعتدل والجميل، وتعني كلمة "غرناطة" بالعربية "تل الغرباء"، وفي الإسبانية "شجر الرمان".
قبل وصول المسلمين، استوطنت غرناطة قبائل الإيبيروس وأصبحت مرجًا مزدهرًا بالجداول والأنهار والبساتين. عندما فتح المسلمون الأندلس في بداية القرن الثامن، استقروا في غرناطة لفترة طويلة وأثروا فيها بشكل كبير.
في القرن الحادي عشر، نشأت دول الطوائف في الأندلس، بما في ذلك دولة غرناطة التي حكمها بنو زيري الصنهاجيون. وبعد فترات مختلفة، سقطت المملكة في يد المرابطين ثم الموحدين، وأخيرًا استولى عليها محمد بن أحمد بن نصر وسماها دولة بني الأحمر.
أما مدينة إشبيلية، فتقع على الضفة اليمنى لنهر الوادي الكبير، وكانت ميناءً بحريًا مهمًا في جنوب الأندلس. تم اختيارها كعاصمة لولاية المسلمين في الأندلس بقيادة موسى بن نصير بسبب موقعها الاستراتيجي واتصالها الجيد بالمناطق الأخرى.
بعد انتهاء الحكم الإسلامي في إشبيلية، استولى الجيش القشتالي عليها في سنة 1248 للميلاد.