خطاب الملك الأممي اتسم بالانسانية والدبلوماسية معا
د.محمد البدور
20-09-2023 12:03 PM
المتتبع لمفردات خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في الجمعية العامة للامم المتحدة امس الثلاثاء يجد فيه تلخيص شمولي وواقعي لما يعصف العالم ومنطقة الشرق الاوسط وفي محيطنا الاقليمي من احداث سياسية وانسانية وبكل شفافية ووضوح استعرض جلالتة ازماتنا الاقليمية من الناحية الانسانية المتعلقة باوضاع اللاجئين الذين يستضيفهم الاردن، ومن الناحية السياسية ما ينتج عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من توتر للامن والسلام في المنطقة وانعكاس كل تلك الازمات على موارد الدولة الاردنية ومواقفه السياسية ونهضته التنموية.
جلالة الملك ركز على حقوق اللاجئين وعيشهم الكريم وامنهم واستقرار حياتهم في بلادهم وخاصة السوريين والفلسطينين، لا سيما وان اكثر من خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال الاسرائيلي بلا حقوق مدنية او انسانية كريمة مرة اخرى، وفي كل المحافل الاممية يقدم جلالته خارطة طريق للعالم حول احلال السلام في المنطقة والذي يستند اولا على حل المسألة الفلسطينية وحق الفلسطينين المشروع باقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من حزيران بموجب القرار الدولي ٢٤٢ ، وثانيا تقرير مصير اللاجئين وحقوقهم الانسانية وقد هجرتهم الصراعات والحروب وخاصة السوريين وضرورة تقرير مصيرهم في اوطانهم لا في البلاد التي تستضيفهم وفي مقدمتها الاردن الذي فرض الهجرات وموجات اللاجئين على موارده وقدراته ما هو اكبر من طاقته .
لم يغفل الخطاب الملكي عن التأكيد بأن الاردن بلد نموذج في الامن والاستقرار وسط جو اقليمي عاصف بالتوتر وقد تطاير شرره نحونا وخاصة من الحدود الشمالية، الامر الذي يجعل من هذا البلد نموذجا في الصمود والثبات في وجه قوى الشر التي ولدتها حالة الفلتان الامني والسيادي في مناطق قريبة من حدودنا وخاصةالحدود مع سوريا ٠
جلالة الملك أكد مجددا امام الزعماء الدوليين أن الوصاية الهاشمية عهدة تاريخية وحق للهاشميين على المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين .
نعم اليوم ومن جديد يضع جلالة الملك عبدالله الثاني العالم امام التزاماته الانسانية والسياسية ليس تجاه شعوب المنطقة فحسب، بل وتجاه الشعوب الاممية وحفظ كرامتها وحقوقها وانسانيتها..