الانتخابات البلدية تصيبنا بحالة تلوث بصري
حلمي الأسمر
25-07-2007 03:00 AM
* لا تنتخبوا من يشوه مدينتكم بصوره وشعاراته
* حالة فوضى وتلوث بصري غرقت فيه بعض شوارع العاصمة عبر كم هائل من اللافتات والصور والشعارات المتلاطمة التي تفيض نزاهة وأخلاقا ووعودا ، ولا يتوانى بعض المرشحين عن إلصاق صورهم وشعاراتهم على الإشارات الضوئية في سلوك يؤشر على واحدة من أخطر أمراضنا الاجتماعية ،
بموجب قانون البلديات يوقع المرشح على تعهد خطي أمام لجنة الانتخاب يلتزم بموجبه باحكام ونظام اللوحات الاعلانية في منطقة البلدية التي سجل ترشحه فيها ، وعدم القيام بعرض الاعلانات على حائط او سطح او مكان الا بعد الحصول على ترخيص من امين عمان او من يفوضه بذلك ، كما يشمل التعهد الذي يوقع عليه المرشحون عدم الصاق او اعلان بياناتهم الانتخابية على الجدران والاعمدة الكهربائية او الاشارات الضوئية والاملاك العامة او اللوحات الاعلانية الخاصة او بصورة تعرقل رؤية حركة السير ويتعهد المرشح بموجب توقيعه على ان تكلفة ازالة المخالفات تكون على نفقته الشخصية،
أمانة عمان الكبرى وتحسبا من وقوع "مخالفات" بهذا الشأن ، أهابت بالمرشحين لانتخابات مجلسها التحلي بالمسؤولية والمواطنة الصالحة ، وعدم إلصاق الصور والبرامج الانتخابية على أعمدة الإنارة والإشارات الضوئية والشواخص المرورية لما تسببه من تشويه للمظهر الجمالي للعاصمة فضلا عن إعاقة الحركة المرورية.
ومع كل هذا ، وبرغم التعهدات وحملات الوعيد والتوعية ، إلا أن بعض المرشحين وعلى الرغم من عدم بدء فترة الدعاية الانتخابية ، قاموا ويقومون بإلصاق الدعاية الانتخابية بشكل فوضوي وعشوائي يسيىء إلى جمالية العاصمة وبقية مدن وقرى المملكة ويفقد مدلول الإشارة المرورية، طبعا الأمانة تعمل من خلال مدراء المناطق وبالتعاون والتنسيق مع الحكام الإداريين بالاتصال مع المرشحين والتأكيد عليهم ضرورة الالتزام بتعليمات الدعاية الانتخابية ، وهي كما تقول لن تتوانى عن إزالة أي ملصق على الإشارات الضوئية والشواخص المرورية وحسبما تقول الأمانة - وهنا مفارقة لافتة جدا - فإن عملية الترشيح تعتبر المرحلة الأولى للانخراط في خدمة العاصمة من خلال الفوز بعضوية مجلس الأمانة ، مما يترتب على المرشح بذل أقصى جهوده لعدم تشويه المنظر الجمالي للمدينة وزيادة أعباء النظافة ، خاصة وأن الأمانة تسعى لإبقاء عمان مدينة نظيفة وجميلة تحافظ على مكانتها المرموقة والمميزة بين المدن والعواصم النظيفة . يذكر أن نظام اللوحات الإعلانية الذي بدأت الأمانة بتنفيذه مطلع العام الجاري يمنع الملصقات بمختلف أنواعها ، فيما يخول النظام أمين عمان السماح باليافطات ضمن حدود مدينة عمان ولفترة زمنية محددة ومنها اليافطات السياسية والانتخابية التي تشترط التعليمات فيها تحقيق اليافطة لشروط السلامة العامة وعدم تشويه أو إخفاء العناصر الشواخص المرورية والإرشادية والعناصر المعمارية. كما تشترط التعليمات إزالة اليافطة التي يجب أن لا تتجاوز مساحتها 5 م2 خلال مدة أقصاها 3 أيام من انتهاء الحدث . كل هذا الكلام الجميل والمفصل ، لا ينفي حالة الفوضى والتلوث البصري الذي غرقت فيه بعض شوارع العاصمة عبر كم هائل من اللافتات والصور والشعارات المتلاطمة التي تفيض نزاهة وأخلاقا ووعودا ، ولا يتوانى بعض المرشحين عن إلصاق صورهم وشعاراتهم على الإشارات الضوئية ذاتها فضلا عن الشاخصات الإرشادية وفي أكبر شوارع العاصمة في سلوك يؤشر على واحدة من أخطر أمراضنا الاجتماعية ، التي أشرنا إليها آنفا ، وهي التناقض بين ما نعلن وبين ما نفعل ، فالمرشح لأمانة عمان مثلا أو لبلدية من البلديات يرفع شعار خدمة المدينة وأهلها وهو بسلوكه المشين بعدم الالتزام بتعليمات اللوحات الاعلانية وتشويه المشهد البصري للشوارع والأحياء يتسبب بحالة أيذاء للمدينة التي يرفع شعار خدمتها ، ما يؤكد كذب ادعائه وعدم جديته فيما يرفع من شعارات ، وحري بالناخبين إن كانوا جادين في خدمة مدنهم أن ينأوا بأنفسهم عن كل مرشح يشوه مدينتهم ويعتدي على شواحضها ويلطخ حيطانها بصوره وشعاراته ،
أمانة عمان وفي خطوة حضارية ، وضعت 100 لافتة خاصة بالمناسبات الاجتماعية للمواطنين على التقاطعات المرورية والتقاء الشوارع إضافة لفتحات الالتفاف والجزر الوسطية كمرحلة أولى ، بهدف الحد من ظاهرة استعمال لوحات المرور الإرشادية والتي وضعت بالأساس لغايات السلامة العامة للمواطنين ومنعا لوقوع الحوادث المرورية ، وقد شملت المرحلة الأولى مناطق العبدلي وتلاع العلي وزهران ، ومن المتوقع أن يصل عدد اللافتات الخاصة بمناسبات المواطنين في المرحلة الثانية إلى 1500 لافتة تقسم إلى قسمين علوي وسفلي بحيث يستطيع المواطنين استخدام ورق الطباعة ذات المقاس .(A4) وهي خطوة من شأنها وقف الاعتداء على شواخص المرور وتوقف عمليات تشويه المشهد الجمالي لمدينة عمان المشهورة بكونها واحدة من أنظف المدن في العلالم كله... هذه دعوة حارة لمقاطعة كل مرشح تنتقص شعاراته وصوره من جمالية مدننا وتضيف تشوها آخر لتشوهات أخرى كثيره نعاني منها سرا وعلانية ، ظاهرة وباطنة، ،
al-asmar@maktoob.com