أحد مضامين خطاب الملك يوم أمس في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عن اللاجئين جاء فيه: ".. إنهم ليسوا مجرد إحصاءات وأرقام، إنهم إخوتنا وأخواتنا في الإنسانية وشركاؤنا في عالمنا، ولا مجال أمامنا إلا أن نعيد بناء الثقة وأن نعمل في تضامن، لنتمكن من صناعة المستقبل الذي تطمح به وتستحقه شعوبنا، ولا يمكننا أن نسمح بضياع جيل بأكمله ونحن في موقع المسؤولية.. " .
هذا هو الملك (الإنسان)، وهو يعبر عن لسان حال اللاجئين ومصيرهم حين قال أيضا؛ بأن ثلث سكان الأردن هم من اللاجئين يتقاسمون معنا مواردنا المحلية، فنجد بلدنا أحد أكثر الدول شحا في المياه في العالم، يواجه طلبا متزايدا بمستويات غير عادية على هذا المورد الثمين، ونحن نواجه هذه الضغوطات في وقت تضرب فيه أزمة أخرى منطقتنا وهي التغير المناخي، وما يصاحبها من موجات حر مدمرة وجفاف وفيضانات".
حقيقة لا يخلو أي خطاب للملك إلا وسلّط الضوء فيه على عوائق السلم في المنطقة العربية، لكن نبرة الملك في هذه المرة أجدها اكثر حدّية، وفيها تحذيرات للمجتمع العالمي من أن الوقت يسبقنا بعد مضي قرابة سبعة عقود ونصف لا تزال نيران الصراع مشتعلة متسائلا: إلى أين نحن سائرون؟..
الملك أرسل في خطابه المفصل لمجمل القضايا العربية عدة رسائل للمجتمع الدولي منها:
1- ضرورة تعزيز الثقة بالعدالة الدولية.
2- ضرورة توطيد التضامن الدولي المطلوب، ليعطي مصداقية لقرارات الأمم المتحدة في القضايا ذات الشأن الأردني.
3-التأكيد على حق الأردن في الوصاية الهاشمية على المقدسات.
4-شدد الملك على ضرورة عدم ترك اللاجئين الفلسطينيين فريسة لقوى اليأس.
5-تحدث الملك عن قرارات الأمم المتحدة منذ بداية هذا الصراع بأنها تعترف بالحقوق (المتساوية) للشعب الفلسطيني بمستقبل ينعم بالسلام والكرامة والأمل، مؤكدا أن هذا هو جوهر حل الدولتين، وهو السبيل الوحيد نحو السلام الشامل والدائم.
وخلاصة القول بأن يدا عربية واحدة لا تصفق، بالرغم من ضعف الإمكانيات إلا ان عزيمة هذا البلد هي الأكبر، والإصرار الأردني الهاشمي هو متواصل، وأراه أكثر من ذي قبل لحل المشاكل المزمنة التي يمر بها الوطن، ولكن تبقى المراهنة على دعم الأشقاء لنا من الدول العربية لازمة؛ لتشكيل قوة ضغط على المجتمع الدولي لحل ما استعصى منها من أمور، فموقف الملك يستحق الثناء.. ففيه الوفاء، والوفاء للحر سُنّة..