خطاب الملك بين العلم الأزرق والعلم الأسود
باسم سكجها
19-09-2023 07:21 PM
من الطبيعي أنّ يُقاطع الملك بمرّات من التصفيق، فكلمته أمام الأمم المتحدة حملت كلّ معاني الضمائر النظيفة للعالم، وذكّرت الجميع بالاساسيات التي بُني عليها ذلك الصرح الإنساني الكبير.
ومن الطبيعي أن تؤثر اللغة البليغة الصادقة التي نطقها لسان جلالته على كلّ الحضور، باستثناء واحد وحيد هو الوفد الاسرائيلي الذي لا بدّ أنّه وجد نفسه غريباً، أمام الحقّ والمنطق والاعجاب الذي بدا واضحاً في عيون كلّ المتابعين.
تطلّع الملك إلى علم الأمم المتحدة الأزرق مذكّراً بأنّه ينبغي له أن يظلّ يخفق فوق المخيمات، وإلاّ فالبديل سيكون العلم الأسود الذي يمثّل التطرف والارهاب، وهي رسالة بليغة تعكس مأساة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، وتضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية.
وليست هي المرّة الأولى التي يحمل فيها الملك القضية الفلسطينية على كتفيه، في المحافل الدولية، مذكّراً الإنسانية جمعاء بأساسياتها وحقائقها، ولكنّ خطاب الأمم المتحدة اليوم تضمّن حقيقة أنّ عمر المأساة زاد على الخمسة والسبعين عاماً، دون تنفيذ ولو قرار واحد صدر عن الجسم الدولي.
كلام الملك أشبه ما يكون بالصرخة التذكيرية والتحذيرية، فالاردن لم يعد يستطيع وحده تحمّل تبعات اللجوء، ويبقى أنّ حلّ الدولتين هو الوحيد الذي يمكنه أن يُمثّل السلام، وبدونه فمن المستحيل الوصول إلى سلام، وللحديث بقية.