النواب .. ليس كرها بالبخيت ولا حبا بالرفاعي
فهد الخيطان
06-02-2011 02:47 AM
عقدة الـ111 والمخاوف من حل المجلس تحكم العلاقة مع الحكومة الجديدة
ردة فعل النواب بعد تكليف الدكتور معروف البخيت بتشكيل حكومة جديدة تبدو منطقية للكثيرين. وبصرف النظر عن شخصية الرئيس المكلف فمن الطبيعي ان يشعر النواب بالصدمة من التغيير الوزاري ليس لانهم معجبون بحكومة الرفاعي المستقيلة او كارهون او خصوم للبخيت, فالاغلبية من اعضاء المجلس جدد ولم يتعاملوا مع البخيت في حكومته الاولى. القضية ببساطة انهم شعروا بالاحراج وربما الاهانة بعد »اقالة« حكومة كانوا قد منحوها ثقة قياسية قبل اربعين يوما فقط.
لقد واجه النواب سخط قواعدهم الشعبية على تلك »الثقة الزائدة« وبرحيل حكومة ال¯ »111« بدا ان الشارع كان محقا في انتقاداته للنواب.
لكن على النواب ان يتجاوزوا »عقدة« الثقة بحكومة الرفاعي, وان لا يظلوا محكومين بروح الانتقام من الحكومة الجديدة للتكفير عن »الذنب«. المجلس ما زال في اول الطريق ويستطيع ان يعدل الانطباع السلبي في الشارع, وذلك من خلال تقديم اداء مختلف يقوم على مبدأ الاستقلالية والندية تجاه السلطة التنفيذية.
ما حصل مع حكومة الرفاعي في موضوع الثقة لن يتكرر هذا امر تؤكده كل المعطيات, فالمجلس ليس مستعدا لمنح ثقة عالية للحكومة, وينبغي على الحكومة ان لا تسعى لتكرار تلك التجربة فهي ضارة بمصلحة السلطتين. الثقة المتواضعة هي الضمانة لبناء علاقة متوازنة بين النواب والحكومة.
في المقابل, الوضع الداخلي لا يحتمل ازمة بين الطرفين على الاقل في هذه المرحلة التي تتطلب من الجميع عدم تفويت فرصة تسريع الاصلاحات والتوافق على قانون انتخاب جديد. والبحث في اجراء اصلاحات دستورية تدشن مرحلة جديدة في حياة الاردن.
النواب كما هو واضح من تصريحاتهم يخشون من ان تكون الخطوة التالية لاقرار قانون الانتخاب حل المجلس واجراء انتخابات مبكرة العام المقبل. يعرف الجميع ان هذا الاحتمال وارد بقوة. ويلقي هذا الامر بظلال الشك على علاقة مجلس النواب بالحكومة.
مهمة البخيت ستكون صعبة في اقناع النواب التعاون مع حكومته, بينما الشكوك تساورهم حول مصير »مجلسهم« في السنة المقبلة.
موقف النواب من هذه الناحية يمكن فهمه, لكن عليهم ان يتجاوزوا النظرة الضيقة للامور ويفكروا بمستقبل عملية الاصلاح السياسي وبالدور الذي يمكن ان يلعبوه لاسناد خطة التحولات المطلوبة, بدلا من ان يبقوا اسرى لمصالح ذاتية وانتخابية. لان هذا الموقف لن يفيدهم في شيء اذا ما اتخذ قرار الحل في المستقبل.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)